اليوم الـ 36 للحرب: أوكرانيا تتهم روسيا بتشكيل سلطة احتلال

اليوم الـ 36 للحرب: أوكرانيا تتهم روسيا بتشكيل سلطة احتلال

السؤال الآن ــ وكالات وتقارير

 في اليوم الـ 36 للحرب، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن روسيا تدرس تشكيل سلطات احتلال في الأراضي الأوكرانية، وإنشاء “جمهورية زائفة” في مدينة خيرسون جنوبي البلاد. في وقت وضعت فيه وزارة الخارجية الروسية شروطا لعقد لقاء بين الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا.

 ونقل رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن الظروف ليست مهيأة لوقف إطلاق النار، معتبرا أنه من المبكر عقد اجتماع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما تحدث بوتين عن ضرورة إعداد خطط لتفادي آثار العقوبات الغربية، متهما الغرب والولايات المتحدة خصوصا بزعزعة الاقتصاد العالمي. 

من جهته، قال الرئيس الأوكراني “لن نقدم أي تنازلات، وسنقاتل من أجل كل جزء من أرضنا ومن أجل كل فرد من شعبنا”، بينما أكد مفاوض أوكراني أن محادثات السلام مع روسيا ستستأنف عبر الإنترنت غدا.

 ميدانيا، أعلنت موسكو وقفا لإطلاق النار يبدأ اليوم الخميس في مدينة ماريوبول جنوبي شرقي أوكرانيا، بهدف إجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة. وافادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها “تستعدّ لتسهيل الإجلاء الآمن للمدنيين من مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة اعتبارًا من غدٍ الجمعة، بشرط موافقة الجانبان على الشروط”. وأشارت اللجنة في بيان، إلى أنه “من المهمّ جدًا أن تحصل العملية، فحياة عشرات الآلاف من الأشخاص في ماريوبول تعتمد عليها”. بدوره، حذر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إيوان واتسون، من أن “الوقت ينفذ”، وتابع: “يتعين على العسكريين على الأرض تقديم ضمانات أمنية إلى المدنيين والمنظمات الإغاثية وإبرام اتفاقات عملية للسماح بإيصال مساعدات وإجلاء من يرغب في ذلك بطريقة آمنة”.  

واعتبر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تعليقاً على ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية أنّ قواتها ستلتزم اعتبارًا من صباح الخميس وقفًا لإطلاق النار في ماريوبول، “أننا لا نصدّق أحدًا، ولا حتّى عبارة جميلة واحدة”. واستعدت كييف لإرسال 45 حافلة لإجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول، حسبما أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أجبرت القوات الأوكرانية على التموضع في المدن الكبيرة، وأضافت أن كل مهامها على محوري كييف وتشيرنيهيف (شمال) تم إنجازها، وأن قواتها تعيد التموضع على المحورين. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها “دمرت 52 منشأة عسكرية أوكرانية، و18 طائرة مسيرة إحداها من طراز بيرقدار، و4 مراكز للقيادة ومنظومة إس- 300 وراجمتي صواريخ و38 موقعا عسكريا أوكرانيا، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة”.

 كما أكدت “القضاء على 60 من القوات الأوكرانية ودبابتين و4 مركبات مشاة، إضافة إلى تدمير قواعد أوكرانية كبيرة للوقود بصواريخ عالية الدقة في 4 مدن، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة”. ليصبح المجموع بذلك، حسب وزارة الدفاع، “تدمير 124 طائرة حربية أوكرانية، و77 مروحية، و216 منظومة دفاع جوي، و1815 دبابة ومدرعة، و195 راجمة صواريخ، و762 مدفعا، و1689 مركبة منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا”. 

هذا وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، أن عدد اللاجئين من جمهوريات دونباس وأوكرانيا إلى روسيا قد تجاوز نصف مليون شخص. وجاء في بيان الوزارة: “منذ بداية تصعيد الصراع العسكري، عبر 529347 شخصا بالفعل الحدود (إلى روسيا) ، من بينهم 107065 طفلا”. وبدأ إجلاء واسع النطاق للسكان المدنيين من جمهوريتي الدونباس (دونيتسك ولوغانسك) على خلفية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا التي أعلنت عنها روسيا في منتصف شباط. واعلنت سلطات دونيتسك، عن تدمير مروحية أوكرانية أخرى كانت في طريقها لإجلاء قادة القوميين المتطرفين من ماريوبول، وفقا لوكالة “تاس” الروسية.   

وكان المتحدث باسم قوات دونيتسك، إدوارد باسورين، قد أكد، أنه “لن يسمح لعناصر القوات الأوكرانية بالخروج من ماريوبول”، مشيراً إلى أنهم “رفضوا هذه الفرصة التي أتيحت لهم من قبل، لذلك لن يعودوا مقاتلين بل مجرمين، لأنهم يقتلون المدنيين”، وأعلنت سلطات دونيتسك، أن القوات الأوكرانية قد أطلقت، ليلة الخميس 31 مارس، 6 قذائف من عيار 122 مم على منطقة كيروف في دونيتسك”. 

من جهتها، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، عن فرض حزمة عقوبات جديدة تستهدف 13 فرداً و21 كياناً روسياً، في حملتها بشبكات الالتفاف على العقوبات المفروضة على الكرملين، وشركات التكنولوجيا التي تؤدي دورا حاسما في آلة الحرب الروسية. وكانت قد أعلنت  فرض عقوبات جديدة على روسيا، تستهدف هذه المرة قطاع التكنولوجيا بما في ذلك أكبر شركة لتصنيع أشباه الموصلات في روسيا. 

أما وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، فذكرت أنه تم فرض عقوبات جديدة ضد جهات “دعائية روسية والإعلام الرسمي”، تستهدف ملّاك قناتي تلفزيون يمولهما الكرملين ومقدّم برامج معروف، على خلفية غزو أوكرانيا، وقالت إن العقوبات “تستهدف القائمين على الحملات الدعائية الذين يفتقدون للخجل وينشرون روايات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأخباره الكاذبة”.   

وفي بيان، أشارت وزارة الدفاع الأوكرانية، إلى أن “روسيا تدرس تشكيل سلطات احتلال بأراضينا، وإنشاء جمهورية زائفة أخرى في خيرسون”، موضحةً “أننا تصدينا لتحركات روسية، ونفذنا هجمات مضادة في المناطق الشرقية والجنوبية والشمالية”. وأكدت “أننا تصدينا لـ5 هجمات ودمرنا 10 دبابات و18 مدرعة لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك”، لافتةً إلى أن “قواتنا قتلت 17500 عنصر من القوات الروسية منذ بداية الهجوم على أوكرانيا”. 

وكانت وزارة الدفاع البريطانية، قد لفتت في وقتٍ سابق اليوم، إلى أن “القصف الروسي مستمر حول تشيرنيهيف، رغم تصريحات موسكو عن تقليص النشاط العسكري”، مردفةً أن “القوات الروسية تحتفظ بمواقعها في شرق وغرب كييف، رغم انسحاب عدد محدود من وحداتها”. وأكدت أن “القتال مستمر في ماريوبول والقوات الأوكرانية تسيطر عليها، وهي هدف رئيسي للقوات الروسية”، متوقعةً “نشوب قتال عنيف في ضواحي كييف في الأيام المقبلة”. وكان قائد القيادة الأميركية في أوروبا، تود والترز، أكد أن “الولايات المتحدة لا تدرب حاليا القوات الأوكرانية في بولندا، وذلك بعد أن ألمح الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن واشنطن تفعل ذلك”.  

إلى ذلك، أعلنت السلطات الروسية، فرضها قيوداً على كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، رداً على العقوبات التي اتخذها التكتل في الأسابيع الأخيرة بحق موسكو. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنّ “التبديل إلى دفع ثمن الغاز بالروبل، لا يعد انتهاكًا للعقد، ولكنه استجابة لضغط غير مسبوق”.

 من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “على مشتري الغاز الروسي من دول غير صديقة، أن تكون لديهم حسابات بالروبل اعتبارًا من يوم غد الأول من أبريل”. 

يذكر أن بوتين وقع، في وقتٍ سابق، مرسوما حول آلية سداد ثمن الغاز الطبيعي المورد للدول غير الصديقة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، بالروبل الروسي. 

هذا واستدعى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، سفيري كييف لدى المغرب وجورجيا، معتبراً أنهما “لم يفعلا ما يكفي للحصول على أسلحة لاأوكرانيا، أو لحمل هاتين الدولتين على فرض عقوبات ضد روسيا”. ولفت في رسالة مسجلة، إلى أنه “هناك من يعمل حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها والقتال من أجل مستقبلها، وهناك من يضيعون وقتهم في التشبث بمناصبهم. لقد وقعت مرسوما أولا لاستدعاء سفيرنا في المغرب”.  

 وفي موقف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اكد أنه يمكن أن تكون بلاده إحدى الدول الضامنة لتحقيق أمن أوكرانيا، وذلك بعد إعلان بريطانيا أنها ليست مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. اما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، فأشار إلى “أننا في بضعة أيام نشرنا آلاف القوات في المنطقة الشرقية من أوروبا، لنرسل رسالة بأن أوروبا موحدة”، موضحاً أننا “دربنا القوات الأوكرانية وأصبحت لديها قدرة على مواجهة روسيا نراها الآن في الميدان”، وأردف: “وافقنا في اجتماعنا الطارئ على مضاعفة إنفاقنا العسكري بسبب الظروف الأمنية”. ولفت إلى أن “الوحدات القتالية الروسية تحاول إعادة التموضع، وتواصل الضغط على كييف ومدن أخرى”، مشدداً على أن “روسيا تعزز وجودها في دونباس وتستعد لهجوم جديد على كييف ومناطق أخرى”، وهدد بأن “أي استخدام للأسلحة الكيميائية في أوكرانيا سيغير طبيعة المعركة وسيكون له تداعيات وخيمة”.

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة