اليوم الـ41 للحرب: طرد ديبلوماسيين روس من بلدان أوروبية وطائرات مسيرة لأوكرانيا

اليوم الـ41 للحرب: طرد ديبلوماسيين روس من بلدان أوروبية وطائرات مسيرة لأوكرانيا

 السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

 في اليوم الـ 41 للحرب، أعلن وزير الدفاع الأميركي انطوني بلينكن نقل طائرات مسيرة سويتش بيلد 300 و600 بشكل عاجل إلى أوكرانيا. وعرض الجيش الروسي على نظيره الأوكراني إلقاء الأسلحة مع الوعد بالإبقاء على حياة الجنود، والخروج من الممرات الإنسانية إلى الأراضي التي تسيطر عليها كييف، وذلك في بيان أصدره رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف”. ودعا إلى وقف للأعمال العدائية بدءا من الساعة 06:00 صباح 5 أبريل 2022 بتوقيت موسكو، وإلقاء الأسلحة والمغادرة على طول الطريق المتفق عليه مع الجانب الأوكراني في اتجاه مدينة (زابوروجيه) إلى الأراضي التي تسيطر عليها كييف”. 

وصرح ميزينتسيف بأن “كل من يلقي السلاح يضمن الحفاظ على حياته”. ووفقا له، فإن الجيش الروسي قد اقترح إقامة “اتصال مستمر بين الجانبين الروسي والأوكراني من أجل تبادل المعلومات”، على أن تبدأ حالة “هدنة مؤقتة” يتعين خلالها على الجيشين الروسي والأوكراني وقوات جمهورية دونيتسك الشعبية التوقف التام عن العمليات العسكرية، وخروج جميع الوحدات المسلحة الأوكرانية والمرتزقة الأجانب دون استثناء ودون أي أسلحة أو ذخيرة. 

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تعول على دعم أنقرة لدفع القوات الأوكرانية لإلقاء أسلحتها في “ماريوبول”، كما أعربت الوزارة عن أملها في أن “يتمكن الزملاء الأتراك، باستخدام سلطتهم، من الضغط بكل الوسائل الممكنة على ممثلي سلطات كييف وقادة التشكيلات المسلحة الأوكرانية المتبقية في ماريوبول”. من جهتها، أشارت وزارة الدفاع الروسية الى أنه “تم تدمير مركز لتدريب القوات الخاصة الأوكرانية وإيواء المرتزقة الأجانب بصواريخ أطلقت من البحر، كما استهدفنا بصواريخ عالية الدقة أربع منشآت لتخزين الوقود في أوكرانيا”. وأكدت أن “أوكرانيا قامت بتصوير فبركة جديدة في بلدة موشون لمدنيين تزعم قتلهم من قبل قوات روسية”. اما هيئة الأركان الأوكرانية فافادت عن سقوط عدد من الضحايا في قصف روسي بالقنابل العنقودية على الأحياء المدنية والمرافق الطبية في ميكولايف. ولفتت إلى أنه “تم نقل طائرات ومروحيات تابعة للقوات الروسية من مطارات في بيلاروسيا إلى روسيا، وهدف العدو هو فرض سيطرة كاملة على أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك”، مشيرةً إلى أن “القوات الروسية تعيد تجميع قواتها وتركز جهودها على التحضير لعملية هجومية في شرق البلاد”. وتوقعت المزيد من الهجمات الروسية على مدينة خاركيف المحاصرة شرقي البلاد”. 

وكشفت المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا، أن “روسيا وأوكرانيا أجرتا تبادلًا جديدًا للأسرى ضم 86 عسكريًا من كل جانب”. 

من جهته، أكد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، أن الأزمة الأوكرانية تقلق الحلف، معتبرًا أن تداعياتها ستمتد إلى كافة أنحاء العالم. وقال في مؤتمر صحفي من بروكسيل: “ما يحدث في أوكرانيا أمر وحشي ومأساة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية”، مؤكدًا: “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتحمل مسؤولية الحرب والفظائع الجارية”. ورجح حصول توغل روسي شرقًا، قائلًا: “القوات الروسية تعيد الانتشار تمهيدًا لاحتلال منطقة دومباس وربطها بشبه جزيرة القرم”. وشدد على أن “الحلف سيوفر مساعدات خاصة بالأمن السيبراني لأوكرانيا لحمايتها من أي تهديد كيميائي، مضيفًا أن “مضادات الدروع والمضادات الجوية الأطلسية أثبتت جدواها ضد العناد الروسي”. 

هذا، وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمم المتحدة على “التحرك فورا لمواجهة جرائم الحرب التي ترتكبها روسيا في بلاده، وإلا فسيتعين على الأمم المتحدة إغلاق أبوابها ببساطة”. كما دعا زيلينسكي إلى “طرد روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإلى إصلاح نظام الهيئة الاممية بحيث لا يكون حق النقض يعني حق الموت”. وأضاف: “الآن نحن نحتاج إلى قرارات لمجلس الأمن من أجل السلام في أوكرانيا. إذا كنتم لا تعرفون كيف تتخذون هذا القرار فيمكنكم القيام بأمرين”. وقال زيلينسكي في حضور غوتيريس: “إما أن تستبعدوا روسيا باعتبارها بلدا معتديا ومبادرا للحرب، حتى لا تعرقل القرارات المتعلقة بعدوانها. ثم نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق السلام، أو إظهار أنه يمكننا القيام بإصلاح أو تغيير، إذا لم يكن هناك بديل أو خيار، سيكون الخيار التالي هو حل أنفسكم”، بحسب وكالة “الصحافة الفرنسية”.

 وحول بوتشا قالت ناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إليزابيت ثروسل إن المشاهد الملتقطة في مدينة بوتشا الأوكرانية والتي تظهر عشرات الجثث بعد انسحاب القوات الروسية منها “تشير إلى استهداف مدنيين عمدا”. وأوضحت خلال مؤتمر صحافي للأمم المتحدة في جنيف أن “كل المؤشرات تشير إلى أن الضحايا استهدفوا عمدا وقتلوا مباشرة. وهذه الأدلة مقلقة جدا”. وأضافت: “يجب التحقيق. ففي حين قد نفهم أن مبنى يتعرض للقصف في إطار عسكري، من الصعب تصور الإطار العسكري لشخص ممدد في الشارع مع رصاصة في الرأس”. وأثار نشر وسائل إعلام عالمية لصور ملتقطة في هذه المدينة وتظهر جثثا في الشارع أوثقت أيدي بعضها أو احرقت جزئيا، فضلا عن مقابر جماعية، موجة استنكار دولية. 

من جهتها لفتت رئيسة وزراء مولدوفا، ناتاليا غافريليتا، في مؤتمر للمانحين في برلين، إلى أنّ “مولدوفا تستضيف نحو 100 ألف لاجئ من أوكرانيا”، مشيرةً إلى أنّ “مولدوفا تسعى إلى توفير ظروف لائقة للّاجئين، موضحةً أنّ بلادها بحاجة إلى دعم دولي كبير، للتّعامل مع تدفّق اللّاجئين. وكانت المفوضيّة السّامية للأمم المتحدة لشؤون اللّاجئين اعلنت، في حصيلة نشرتها يوم السّبت الماضي، أنّ عدد اللاجئين الأوكرانيين منذ بداية العمليّة العسكريّة الرّوسيّة، بلغ أربعة ملايين و137842 شخصًا على الأقل، مبيّنةً أنّ نحو 90% من هؤلاء اللّاجئين نساء وأطفال. 

إلى ذلك، أعلنت النيابة العامة الوطنية المعنية بقضايا الإرهاب في فرنسا (“بنات”) عن فتح 3 تحقيقات جديدة في “جرائم حرب” في شأن أعمال تسببت بضرر لرعايا فرنسيين في أوكرانيا في أعقاب الهجوم الروسي، وكشفت في بيان، أن “هذه التحقيقات تطاول أفعالا ارتكبت في ماريوبول (جنوب أوكرانيا) بين 25 فبراير و16 مارس، وفي غوستوميل (منطقة كييف) بين الأول من آذار و12 منه، وفي تشيرنيغيف (الشمال) منذ 24 فبراير، وهو تاريخ انطلاق الهجوم الروسي على أوكرانيا”.  

وأوضح البيان أن هذه الأفعال “قد ترقى إلى وصفها بـ”جرائم حرب” مع انتهاكات للسلامة النفسية عن سابق تصور وتصميم وهجمات متعمدة على أشخاص مدنيين لا يشاركون في القتال وحرمان متعمد من السلع الأساسية للعيش و/أو تعديات متعمدة على منشآت ذات طابع مدني وسرقات لمقتنيات وتدميرها وتخريبها”. وكلف المكتب المركزي المعني بجرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية (أو سي ال سي اتش) إجراء التحقيقات. وكانت النيابة العامة المعنية بقضايا الإرهاب فتحت تحقيقا إثر وفاة الصحافي الفرنسي الإيرلندي بيار زاكرزيفسكي في 14 مارس قرب  العاصمة الأوكرانية. 

من جهة ثانية، منعت الولايات المتحدة روسيا اعتبارا من اليوم من سداد دينها بدولارات مودعة في مصارف أميركية مما يزيد الضغوط على موسكو ويزيد من احتمال أن تتخلف عن دفع الديون المستحقة. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم، إن روسيا تعزز صفوفها من أجل “السيطرة على كامل منطقة دونباس” في شرق أوكرانيا وإنشاء “جسر بري مع شبه جزيرة القرم” التي ضمتها موسكو عام 2014.  وحذر خلال مؤتمر صحافي عشية اجتماع لوزراء خارجية الحلف: “نحن في مرحلة حاسمة من الحرب”. 

واليوم قررت إسبانيا طرد زهاء 25 ديبلوماسيا روسيا “بمفعول فوري” لأنهم يشكلون “تهديدا لمصلحة البلاد” وفق ما أعلن وزير الخارجية دوليات خوسيه مانويل ألباريس خلال مؤتمر صحافي اليوم. بينما ندد الكرملين، بـ “ضيق البصيرة” الأوروبية إثر طرد بلدان في أوروبا أكثر من 120 ديبلوماسيا روسيا على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات إعلامية “هو أمر مؤسف. فالحد من فرص التواصل على الصعيد الديبلوماسي في هذه الظروف الصعبة” ينم عن “ضيق بصيرة من شأنه أن يعقد بعد أكثر” العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وكان وزير الخارجية الدانماركي ييبي كوفود، اعلن أن بلاده ستطرد 15 ديبلوماسيا روسيا بتهمة التجسس، بعد يوم من طرد ديبلوماسيين روس من فرنسا وألمانيا لأسباب مماثلة. وقررت إيطاليا طرد 30 ديبلوماسيا روسيا لأسباب تتعلق بـ”الأمن القومي”. وكانت الدانمارك اعلنت في وقت سابق أمس طرد 15 ديبلوماسيا روسيا لاتهامهم بـ”التجسس”. 

من جهته، أكد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن “بلاده أجلت 600 ألف شخص من أوكرانيا ولم يذهبوا بالإكراه أو يرحلوا، كما يقول الغرب”. وقال “لم نأت إلى أوكرانيا للاستيلاء على أراض” رافضا مجددا الاتهامات الموجة إلى “الجيش الروسي بارتكاب فظائع”، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”. 

من جهتها، خرجت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، عن صمتها، معلقة على الانتقادات الأوكرانية  بكلمات مقتضبة، وبيان شديد الاختصار، فردت على اتهامات الرئيس الأوكراني الشديدة بحقها، حول معارضة بعض الأطراف الأوروبية عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي، خلال قمة بوخاريست عام 2008. “متمسكة بقراراتي”.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة