اليوم الــ 197 للحرب: ردود فعل متباينة من تقرير وكالة الطاقة .. والمعارك تشتد في الجبهة الجنوبية

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم الــ 197 للحرب، أكدت الخارجية الأميركية أن الأوكرانيين يستحقون العدالة وسنستمر في الوقوف متحدين إلى جانب كييف، مشيرة إلى أن “القوات الروسية تواصل استجواب واعتقال وترحيل مئات الآلاف من الأوكرانيين بمن فيهم الأطفال”.

من جهة ثانية، توالت ردود الفعل على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي طالب بإقامة منطقة أمنية نووية حول محطة زاباروجيا، حيث طالبتها روسيا بمزيد من الإيضاحات، فيما طالبت أوكرانيا بانسحاب روسيا من المحطة أولا.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ثقته في تقرير الوكالة، لكنه قال إن التقرير أحجم عن القول إن أوكرانيا قصفت المحطة بسبب ما سماها ضغوطا أميركية على مسؤولي ومفتشي الوكالة.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه تم تقديم كل المطلوب للحصول على معلومات بشأن الوضع في المحطة، لكن تقرير بعثة الوكالة لا يحوي أي بيانات عن الجهة المسؤولة عن قصف المحطة. وأشارت إلى أنه يبدو أن مسؤولي الوكالة لا يرغبون في رؤية ذلك، حسب تعبيرها. وأضافت “من الواضح أن الغرب مارس دائما ضغوطا (على الوكالة)، وأنه لا يتوقف عن فعل ذلك“.

وفي تصريحات لوكالة إنترفاكس قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التقرير تضمن علامات استفهام، وإن موسكو طلبت توضيحات بشأنها من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها إن عمليات القصف في الموقع ومحيطه يجب أن تتوقف لتجنب أي أضرار جديدة قد تلحق بالمحطة. ودعت الوكالة في تقريرها إلى اتفاق جميع الأطراف المعنية على إقامة منطقة سلامة وحماية أمنية نووية.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في محطة زاباروجيا النووية شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي على ضرورة وقف جميع الأعمال العسكرية بالقرب من المحطة النووية.

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء الوضع في المحطة، ودعا إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح في المحطة وحولها لتفادي وقوع كارثة نووية.

في المقابل، اعتبر المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي أن التهديدات الوحيدة لمحطة زاباروجيا ناجمة عما وصفه بالتخريب الأوكراني. واستنكر ما اعتبره إحجام الوكالة الدولية عن تحميل أوكرانيا المسؤولية عن قصف المحطة النووية.

أما واشنطن فدعت موسكو إلى سحب قواتها من محطة زاباروجيا فورا، وقال نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن إن كل يوم تسيطر فيه روسيا على المحطة يزيد مخاطر وقوع حادث نووي.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصفه بالجيد. ودعا زيلينسكي إلى إنهاء وجود القوات الروسية في محطة زاباروجيا النووية أولا قبل مناقشة إنشاء منطقة منزوعة السلاح.

أما رئيس الوكالة الأوكرانية للأمن النووي أوليغ كوريكوف فقال في مؤتمر صحفي إنه في حال حدوث أضرار في قلب المفاعل فستكون هناك عواقب ليس على أوكرانيا وحدها بل خارج الحدود. وأضاف أن هذه المحطة الواقعة في جنوب البلاد والمنفصلة حاليا عن شبكة الكهرباء قد تصبح في وضع يتم فيه تزويد أنظمتها الأمنية بالطاقة الاحتياطية التي تعمل بالديزل، وتابع “لكن في زمن الحرب من الصعب جدا إعادة ملء احتياطيات الديزل”.

وقال: “من المحتمل أن نجد أنفسنا في مواجهة نقص في الديزل، مما قد يؤدي إلى وقوع حادث يضر بقلب المفاعل وبالتالي إطلاق مواد مشعة في البيئة”.

وقال أليكسي ليخاتشيف مدير الوكالة الذرية الروسية “روساتوم” (Rosatom) إن موسكو ستبذل “كل ما في وسعها لضمان التشغيل الآمن للمحطة بالاتصال الحصري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ووجه رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لمنطقة زابوريجيا، يفجيني باليتسكي، الذي عينته القوات الروسية اليوم الأربعاء انتقادا لاذعا لبعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً أنها لم تفعل شيئًا لتحسين الوضع في محيطها.

كما أضاف قائلاً في تصريحات للتلفزيون الروسي، اليوم الأربعاء، “لم يكن هناك أي فائدة من هذه البعثة بالنسبة لنا أو لأي شخص يعيش على هذا الكوكب”,

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تسيطر بشكل كامل على مدينة كوديما بمقاطعة دونيتسك، مشيرة أيضا إلى إسقاط طائرتين أوكرانيتين من طراز “ميغ-29″ في خيرسون، و”سوخوي-25″ في ميكولايف.

واستمرت المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني في مختلف المحاور والجبهات، واستخدمت مختلف أنواع الأسلحة البرية والجوية، حيث اشتدت المواجهات في الجبهة الجنوبية مع مواصلة الجيش الأوكراني هجماته المضادة في منطقة خيرسون على مواقع القوات الروسية.

وفي الجبهة الشرقية، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية في منطقة باخموت بمقاطعة دونيتسك، فيما تعرضت مدينتا كراماتورسك وخاركيف للقصف الروسي.

من جهته، أكد القائد العام للجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، أن كل الأسباب تدعو للاعتقاد بأن الحرب لن تنتهي هذا العام. كما اعتبر أن هناك خطرا مباشرا من استخدام روسيا الأسلحة النووية التكتيكية “في ظروف معينة”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.

وأعلن في مقال نشرته وكالة الأنباء الرسمية، اليوم الأربعاء، مسؤوليته عن سلسلة من الضربات على قواعد جوية روسية في شبه جزيرة القرم بما في ذلك واحدة تسببت في دمار بمنشأة ساكي العسكرية الشهر الماضي.

كذلك أشار إلى أن الضربات نفذت بصواريخ أو قذائف صاروخية دون الخوض في التفاصيل، مبيناً أن عشر طائرات حربية دمرت.

وكانت انفجارات وقعت في قاعدة ساكي الجوية الواقعة تحت سيطرة موسكو بشبه جزيرة القرم، في أغسطس الماضي، أدت إلى إضعاف قوة الأسطول الروسي في البحر الأسود، حسب ما أفادت وزارة الدفاع البريطانية في حينه. كما تسبب الحادث في تدمير ثماني طائرات مقاتلة روسية، حسب ما ورد في البيان الاستخباراتي الصادر عن وزارة الدفاع البريطانية. إلا أن أوكرانيا لم تعلن مسؤوليتها عن الانفجار حينها. فيما نفت روسيا أن تكون أي من مقاتلاتها قد دمرت، لكن صور الأقمار الصناعية ناقضت ذلك.

في المواقف حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة إلى بلغراد اليوم الدول الغربية من “اتباع سياسة تقوم على استفزاز” روسيا.

وردا على سؤال بشأن أزمة الطاقة في أوروبا، قال أردوغان في مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش، “يمكنني أن أقول علنا إنني لا أجد أن السلوك الحالي للغرب صحيح. إن الغرب يتّبع سياسية تقوم على استفزاز” روسيا.

وأضاف “طالما تحاولون شنّ مثل هذه الحرب الاستفزازية، فلن تتمكنوا من الحصول على النتائج المنشودة”.

وتابع “نحن، كدولة تركيا، حافظنا على سياسية التوازن بين روسيا وأوكرانيا.. وسنواصل اتباع سياسة التوازن هذه”.

وفي حين أن أنقرة تزود كييف بمسيَّرات عسكرية، فإنها رفضت الانضمام إلى الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا على خلفية حربها في أوكرانيا.

وعبّر أردوغان عن اعتقاده بأن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا لن تنتهي في وقت قريب.

<

p style=”text-align: justify;”>