اليوم 210 للحرب: روسيا تواجه تقدم كييف في خاركيف بحرب الاستفتاءات

اليوم 210 للحرب: روسيا تواجه تقدم كييف في خاركيف بحرب الاستفتاءات

 السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم الـــ 210 للحرب، اعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعات خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك جنوب وشرق أوكرانيا إجراء استفتاءات متزامنة للانضمام إلى روسيا بدءا من يوم الجمعة المقبل.

وقالت سلطات مقاطعة خيرسون (جنوب غرب) الموالية لروسيا إن الاستفتاء على انضمام المقاطعة إلى روسيا سيجري من يوم الجمعة وحتى الثلاثاء المقبلين.

وكان فلاديمير سالدو، رئيس الإدارة العسكرية والمدنية الموالي لروسيا في مقاطعة خيرسون، قال إن “الحفاظ على سلام مستدام وضمان مستقبل مستقر لسكان المنطقة ممكن فقط مع الاتحاد الروسي”. كما وصف سالدو انضمام خيرسون إلى روسيا بالانتصار التاريخي للعدالة، وأضاف أن هناك حاجة لتشكيل كتائب من المتطوعين في مقاطعة خيرسون للمشاركة في “العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا”.

وفي إقليم دونباس (جنوب شرق)، وقع رئيس مقاطعة لوغانسك الموالي لموسكو ليونيد باشنيك على قانون إجراء استفتاء الانضمام إلى روسيا، كما صوت برلمانا مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك على إجراء استفتاء الانضمام إلى روسيا من 23 وحتى 27 سبتمبرــــ أيلول الجاري.

وقال رئيس مقاطعة دونيتسك المعين من روسيا، دينيس بوشلين، خلال حديث أجراه مع رئيس مقاطعة لوغانسك أمس الاثنين، إنه يقترح توحيد جهود الإدارات في المقاطعتين من أجل بدء الاستعدادات للاستفتاءات.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن زعيم الانفصاليين في لوغانسك قوله إنه سيطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخاذ قرار في أقرب وقت لضم المنطقة إلى روسيا بعد الاستفتاء.

وتعقيبا على إعلان استفتاءات متزامنة للانفصال عن أوكرانيا، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن الاستفتاء لانضمام إقليم دونباس إلى روسيا يكتسب أهمية بالغة لحماية الإقليم واستعادة العدالة التاريخية، معتبرا أن “الاستفتاء سيغير وجهة تطور روسيا لعقود وسيصبح التحول الجيوسياسي في العالم أمرا لا رجعة فيه”، وقال إن الغرب وأوكرانيا يخافان من إجراء الاستفتاء في دونباس، محذرا من أن “التعدي على أراضي روسيا جريمة تدفع موسكو لاستخدام جميع القوى للدفاع عن النفس”.

من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، بأن الأمر متروك لسكان المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في أوكرانيا إذا أرادوا إجراء استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا.

ميدانيا، قال حاكم أوليغ سينيغوبوف مقاطعة خاركيف إن القوات الأوكرانية اقتربت من استعادة المقاطعة بشكل كامل، وذلك في ظل تقدم سريع لهذه القوات في الأسابيع القليلة الماضية، وانسحاب القوات الروسية إلى إقليم دونباس.

وأضاف الحاكم أن 6% فقط من حدود المقاطعة تجري فيها العمليات العسكرية، وقال إن القوات الروسية تحاول استعادة المناطق التي خسرتها في خاركيف، وإن بلاده مستعدة للتصدي لهذه القوات.

من جهته، قال سيرغي غايداي الحاكم الأوكراني لمقاطعة لوغانسك إن القوات المسلحة استعادت السيطرة الكاملة على قرية بيلوغوريفكا في لوغانسك، وتستعد للقتال من أجل استعادة السيطرة على المقاطعة بأكملها.

وبيلوغوريفكا قرية تقع على بعد 10 كيلومترات غربي مدينة ليسيتشانسك التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ يوليو ــــ تموز الماضي بعد معارك مع القوات الأوكرانية.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قضت على أكثر من 120 جنديا أوكرانيا في ضربات على مقاطعتي خاركيف ودونيتسك، مضيفة أن القوات الروسية قضت أيضا على أكثر من 70 جنديا أوكرانيا، ودمرت أكثر من 15 آلية بضربات جوية في مقاطعة ميكولايف القريبة من خيرسون.

 

وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المعدات العسكرية لبلاده تتصدى للأسلحة الغربية “وقد أثبتت فعاليتها”، وطلب بوتين من قطاع التصنيع الحربي الروسي دراسة أسلحة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي استحوذت عليها القوات الروسية في أوكرانيا.

وأضاف أن “هناك حاجة إلى زيادة قدرات الإنتاج في عدد من شركات التصنيع العسكري وبعضها بحاجة إلى تحديث”.

وفي الولايات المتحدة، نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله إن تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بالدبابات مستقبلا مطروح على الطاولة.

وأشار المسؤول إلى أن الدبابات ليست خيارا للقتال الفوري بسبب التدريب والصيانة والاستدامة، إلا أنه لفت إلى أن واشنطن تنظر في مجمل القوات المسلحة الأوكرانية، والقدرات التي ستحتاج إليها مستقبلا وكيفية بنائها بدعم الولايات المتحدة وحلفاءها.

الى ذلك، أكد مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك، في تعليق على تلغرام، اليوم الثلاثاء أن بلاده ستتعامل بالطريقة المناسبة على روسيا، مشيرا إلى أن هذه الاستفتاءات زائفة. وقال “أوكرانيا ستسوي القضية الروسية.. لا يمكن القضاء على التهديد إلا بالقوة”، كما ندد بما وصفه “الابتزاز الروسي المدفوع بالخوف من الهزيمة”، بحسب ما نقلت فرانس برس.

الى ذلك وبعد حوالي سبعة أشهر من العملية العسكرية في أوكرانيا، أقر البرلمان الروسي (الدوما) تشريعاً ينص على أحكام بالسجن تصل إلى 15 عاماً لجرائم تتعلق بالحرب بما في ذلك الاستسلام.

ويُعاقب التشريع الجديد على الاستسلام الطوعي وأعمال النهب بالسجن لمدة 10 سنوات و15عاماً، على التوالي مع إدراج “التعبئة والأحكام العرفية وأوقات الحرب” ضمن الظروف المشددة للعقوبة. كذلك يعاقب التهرب أثناء التعبئة أو الحرب بما يصل إلى 10 سنوات، وفقاً لمشروع القانون الذي صاغه أعضاء من جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان.

ويقدم مشروع القانون مفاهيم “التعبئة والأحكام العرفية وأوقات الحرب” التي لم يرد ذكرها سابقاً في القانون الجنائي الروسي، وفقاً لمحامي حقوق الإنسان بافيل تشيكوف. فيما يتكهن المراقبون بأن مرورها يمهد الطريق للتعبئة العامة وسط كفاح روسيا لتجديد قواتها المستنزفة في أوكرانيا.

بدوره، قال المحامي العسكري مكسيم غريبنيوك لموقع Vyorstka الإخباري المستقل، إن الجنود الذين يرفضون الخدمة يمكن أن يُسجنوا حتى بدون الأحكام العرفية، مشيراً إلى لغة في التشريع تعاقب الجنود أثناء “النزاع المسلح”.

وقال تشيكوف إن دوما الدولة، مجلس النواب بالبرلمان الروسي، صوّت بالإجماع لصالح مشروع القانون.

يشار إلى أنه من المتوقع أن يصادق مجلس الاتحاد الروسي، مجلس الشيوخ على مشروع القانون غداً الأربعاء، بحسب وسائل الإعلام الحكومية. وستدخل أحكام السجن في زمن الحرب حيز التنفيذ في اليوم الذي يوقع فيه الرئيس فلاديمير بوتين على مشروع القانون ليصبح قانونًا.

من جهة اخرى، قالت القيادة الأوكرانية إن قواتها تواصل التوغل شرقا في الأراضي التي انسحبت منها القوات الروسية في الآونة الأخيرة، وقد كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن توصل موسكو وكييف إلى تفاهم بشأن تبادل 200 أسير.

وقال أردوغان خلال لقاء مع قناة “بي بي إس” (PBS) الأميركية إن التفاهم بين روسيا وأوكرانيا على تبادل الأسرى يعدّ تطورا إيجابيا وخطوة مهمة جدا. وأكّد الرئيس التركي وجود رغبة لدى أنقرة في جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأضاف “لم ننجح حتى الآن، لكن لم نيأس من تحقيق ذلك”.

وشدد أردوغان على أهمية أن تعيد روسيا المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها في حال التوصل لاتفاق سلام بين البلدين.

في غضون ذلك، تركز القوات الأوكرانية على تحقيق توغّل سريع في المناطق الشرقية التي تراجعت منها القوات الروسية، وفقا لما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الاثنين “من الواضح أن المحتلين في حالة ذعر”.

 وأضاف أنه يركز الآن على “السرعة التي تتحرك بها قواتنا، وسرعة استعادة الحياة الطبيعية” في المناطق التي استعادتها.

كما ألمح الرئيس الأوكراني إلى أنه سيستغل خطابا يلقيه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الأربعاء، لدعوة الدول إلى تسريع تسليم الأسلحة والمساعدات لبلاده.

وفي سياق التطورات الميدانية أيضا، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن أسطول البحر الأسود الروسي نقل بعض غواصاته من ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم إلى نوفوروسيسك في كراسنودور كراي جنوب روسيا.

وأضافت الوزارة في تحديث استخباري يومي على تويتر اليوم إن عملية النقل ترجع على الأرجح إلى التغيير في مستوى التهديد الأمني المحلي في الآونة الأخيرة، في مواجهة زيادة القدرة الهجومية البعيدة المدى لأوكرانيا.

وذكرت أيضا أنه “خلال الشهرين الماضيين تعرض مقر الأسطول وقاعدة الطيران البحري الرئيسية التابعة له لهجمات”.

من ناحية أخرى، قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن مجموعة فاغنر -وهي شركة عسكرية روسية خاصة- تحاول تجنيد أكثر من 1500 مجرم مدان للمشاركة في الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن كثيرين يرفضون الانضمام.

وأضاف المسؤول الأميركي أن المعلومات تشير إلى أن “فاغنر تكبدت خسائر كبيرة في أوكرانيا، وخاصة بين المقاتلين الشباب وعديمي الخبرة القتالية”.

 

<

p style=”text-align: justify;”> 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة