اليوم 212 للحرب: موسكو تلوح بالنووي … وزيلنيسكي يقترح حرمانها من حق النقض

اليوم 212 للحرب: موسكو تلوح بالنووي … وزيلنيسكي يقترح حرمانها من حق النقض

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

في اليوم 212 للحرب، توالت ردود الفعل الغربية على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذ تعبئة جزئية لجنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا، مع إعلان الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي إن بلاده مستعدة لاستخدام كل الوسائل بما فيها الأسلحة النووية الإستراتيجية للدفاع عن الأراضي التي ستنضم إليها.

وشدد ميدفيديف على أن الاستفتاءات التي قررت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا إجراءها في مناطق واسعة شرق أوكرانيا وجنوبها سوف تجرى، و”لا رجوع عن ذلك”. وقال: “على المنظومة الغربية وكل مواطني دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) عموما أن يفهموا أن روسيا قد اختارت طريقها الخاص”.

وأفاد الكرملين اليوم أن وضع “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا لم يتغير بعد الإعلان عن التعبئة الجزئية. وعلق على أنباء عن حدوث نزوح عبر المطارات الروسية ومعابر الحدود البرية بعد إعلان التعبئة، قائلا إنها تقارير “مبالغ فيها”.

وفيما يتعلق بالاحتجاجات التي خرجت عقب القرار، أكد الكرملين أن اعتقال المتظاهرين الرافضين للتعبئة لا يتعارض مع القانون.

من جهته، أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأمم المتحدة بأن هناك جريمة ارتُكبت ضد أمته، داعيًا الى “فرض عقاب عادل ضد روسيا يتمثل بحرمانها من حق النقض “الفيتو”.

وحدد زيلينسكي في كلمة مسجلة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، “خمسة شروط غير قابلة للتفاوض من أجل السلام”، موضحًا أنّ “هذه الشروط تتضمّن: معاقبة روسيا على عدوانها، إعادة الأمن لأوكرانيا، سلامة الأراضي الأوكرانية، ضمانات أمنية”. وقال الرئيس الأوكراني: “اتحدث باسم دولة اضطرت إلى الدفاع عن نفسها، ولكن لديها صيغة للسلام، أتحدث إليكم جميعا من تريدون الاستماع إلى سبل تحقيق السلام، سأقدم هذه الصيغة التي تفلح ليس فقط لنا ولكن تفلح لجميع الناس الذين قد يتواجدون في ظروف مماثلة مثل ظروفنا”.

كما اعتبر أنّ “هذه الصيغة تعاقب الجريمة وتحمي الحياة وتعيد الأمن والسلام الإقليمي، وتضمن الأمن وتوفر العزم. هذه هي الشروط الأساسية الخمسة من أجل السلام”. ودعا زيلينسكي إلى “إقامة صندوق لتعويض أوكرانيا.

اما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فدعا دول العالم إلى محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزوه لأوكرانيا، وذلك في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حضرته روسيا. وقال بلينكن إن النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يٌدمَر أمام أعيننا. لا يمكننا، ولن ندع بوتين يفلت من المحاسبة.

من جهتها، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على إعداد عقوبات جديدة ضد موسكو تستهدف أفرادا وهيئات. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل في مؤتمر صحفي اليوم إن الاتحاد سيفرض عقوبات إضافية ولن يعترف بأي مناطق تضمها روسيا. ورأى أن روسيا اختارت “زيادة ثمن الحرب بإعلانها التعبئة الجزئية”.

وكان بوريل أعلن في ختام اجتماع استثنائي غير رسمي عقده وزراء خارجية الاتحاد، مساء الأربعاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويوركأن الوزراء اعتمدوا بيانا “يدين بشدة التصعيد الروسي الأخير”. وأوضح أنه لم يكن ممكنا فرض العقوبات على روسيا باجتماع الأربعاء لأنه لم يكن رسميا، مشيرا إلى أن قرارا نهائيا بهذا الصدد يفترض أن يصدر في اجتماع رسمي للتكتل، كما أكد أن دول الاتحاد ستواصل زيادة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا.

وفي سياق الإجراءات الغربية أيضا، علقت النرويج اتفاقية تسهيل التأشيرات مع روسيا مؤقتا.

وتعهدت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إلى حين انتصارها على روسيا. وقالت: “في هذه اللحظة الحرجة من النزاع، أعد بأننا سنواصل، أو نزيد، دعمنا العسكري لأوكرانيا”، معتبرة أن قرار بوتين استدعاء جزء من احتياطي الجيش يعكس “الفشل الذريع” الذي منيت به قواته في محاولتها غزو أوكرانيا، ويعزز تصميم الحلفاء الغربيين على دعم كييف. وأضافت “بينما أنا أتحدث، هناك أسلحة بريطانية جديدة تصل إلى أوكرانيا..

في روسيا، أفادت تقارير صحفية غربية باندلاع احتجاجات في مدن روسية عديدة رفضا لقرار التعبئة الجزئية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن منظمة “أو في دي-إنفو” غير الحكومية أنها رصدت اعتقال السلطات الروسية 1332 شخصا في مظاهرات خرجت الأربعاء في 38 مدينة، عقب إعلان بوتين قرار التعبئة في خطاب متلفز إلى الأمة.

ووصفت الوكالة الفرنسية هذه الأحداث بأنها أكبر احتجاجات منذ تلك التي أعقبت إعلان بوتين قراره شن عملية عسكرية في أوكرانيا. وقالت إن عناصر من الشرطة، مزودين بعتاد مكافحة الشغب، أوقفوا 50 شخصا على الأقل في شارع تسوق رئيسي وسط العاصمة موسكو. وأضافت أن عناصر من الشرطة في سان بطرسبورغ أحاطوا بمجموعة صغيرة من المتظاهرين، واعتقلوهم الواحد تلو الآخر، وكانوا يهتفون “لا للحرب، لا للتعبئة”.

وبمقتضى مرسوم التعبئة الذي وقعه بوتين، يجري استدعاء فوري لجزء من قوات الاحتياط ممن خدموا سابقا بالجيش ولديهم خبرة قتالية أو مهارات عسكرية متخصصة، ولن يشمل القرار الطلاب أو المجندين الذين يخدمون لفترات إلزامية مدتها 12 شهرا بالقوات المسلحة. ووفقا لما صرح به وزير الدفاع سيرغي شويغو للتلفزيون الرسمي الأربعاء، فإن الجيش سيستدعي في البدء 300 ألف جندي على مراحل، بدلا من استدعاء كامل يعتمد على قوة احتياطية هائلة قوامها 25 مليونا كما قال الوزير.

وأوضح شويغو أن المهمة الرئيسة لجنود الاحتياط ستكون تعزيز خط الجبهة في أوكرانيا، الذي يتجاوز طوله حاليا ألف كيلومتر.

وتتطلع القوات الروسية إلى جنود شغلوا من قبل مواقع محددة ومتخصصة بالجيش، مثل سائقي الدبابات وخبراء المفرقعات والقناصة، لكن القائمة الدقيقة للتخصصات التي يطلبها الجيش سرية لأنها ستكشف عن المجالات التي ينقصها أفراد. وسيحصل جنود الاحتياط على حوافز مالية، كما أن مستوى أجورهم سيتساوى مع أجور العسكريين العاملين بصفة دائمة في القوات المسلحة الذين يتقاضون رواتب أكبر بكثير من متوسط الأجور في البلاد.

ولا يمكن الخروج من الجيش أو من قوة الاحتياط إلا لأسباب تتعلق بالسن أو الصحة، وهو ما تبتّ فيه لجنة طبية عسكرية، أو لمن صدر بحقهم حكم قضائي بالسجن.

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم، في منشورها الاستخباري اليومي عبر تويتر، إن من المرجح أن تواجه روسيا تحديات لوجستية وإدارية في تعبئة 300 ألف فرد، واستبعدت أن تكون هذه القوات جاهزة للقتال إلا بعد أشهر عدة.

وأشارت الدفاع البريطانية إلى أن هذه التعبئة الجزئية لن تحظى على الأرجح بتأييد واسع لدى قطاعات من الشعب الروسي، وبذلك فإن بوتين يتحمل مخاطر سياسية كبيرة على أمل توليد قوة قتالية تشتد الحاجة إليها، وفقا للمنشور.

وأضافت أن هذه الخطوة في الواقع اعتراف بأن روسيا قد استنفدت مخزونها من المتطوعين الراغبين بالقتال في أوكرانيا.

وفي سياق التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها دمرت راجمة صواريخ أميركية من طراز هيمارس في مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا.

في الوقت نفسه، أعلن جهاز أمن الدولة الروسي إحباط محاولة هجوم أوكرانية على منشأة للنفط والغاز تزود تركيا وأوروبا بالطاقة.

وشرق أوكرانيا، أعلن عمدة دونيتسك الموالي لروسيا مقتل ما لا يقل عن 5 مدنيين جراء قصف القوات الأوكرانية سوقا بالمدينة.

من جهة ثانية، كشفت مصادر في الاستخبارات الأميركية أن الجيش الروسي منقسم حول أفضل السبل لمواجهة التقدم الأوكراني غير المتوقع في ساحة المعركة هذا الشهر ، وفقًا لمصادر متعددة على صلة بالاستخبارات الأميركية، حيث وجدت موسكو نفسها في موقع دفاعي في كل من الشرق والجنوب. وقال مصدران مطلعان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو نفسه يعطي توجيهات مباشرة للجنرالات في الميدان وهو تكتيك إداري غير عادي جدا في جيش حديث.

وأوضحت هذه المصادر أن تدخل بوتين يلمح إلى خلل في هيكل القيادة الذي ابتليت خلال الحرب مع أوكرانيا.

ومن روسيا، ظهرت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم نصائح حول كيفية الخروج من روسيا، بينما قدم موقع إخباري روسي قائمة بـ “أين تهرب الآن من روسيا”. فيما كان طابور طويل جداً من السيارات يمتد على طول المعابر الحدودية مع جورجيا. وقال أحد المواطنين الروس لوكالة رويترز، لدى وصوله إلى بلغراد، العاصمة الصربية: “الحرب مروعة”. “لا بأس أن تخاف من الحرب والموت وما إلى ذلك”.

وقال مصدر بقطاع السياحة إن اليأس بلغ الزبى، وأضاف “زيادة الطلب على تذاكر الطيران بسبب الذعر من أشخاص يخشون ألا يتمكنوا من مغادرة البلاد في وقت لاحق – فالناس يشترون تذاكر ولا يهتمون بالمكان الذي يسافرون إليه”.

فيما نُقل عن حرس الحدود الفنلندي قوله إن حركة المرور التي تصل إلى الحدود الشرقية لفنلندا مع روسيا “تكثفت” بين عشية وضحاها.

<

p style=”text-align: justify;”> 

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة