اليوم 244 للحرب: زيلنيسكي يتهم روسيا بقصف كل شىء .. والمسيرات الايرانية تدمر ثلث قطاع الكهرباء
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 244 للحرب، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا إنعقد في برلين اليوم، المجتمع الدولي لتغطية عجز متوقع في ميزانية أوكرانيا بـ 38 مليار دولار، لافتا إلى أن الصواريخ الروسية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع دمرت أكثر من ثُلُث قطاع الطاقة في أوكرانيا.
وأضاف عبر رابط فيديو للمؤتمر، أن أوكرانيا لم تحصل بعد على “سنت واحد” من خطة للتعافي السريع بتكلفة إجمالية 17 مليار دولار.
وقال زيلينسكي في المؤتمر الذي يحضره المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وعدد آخر من كبار السياسيين والمسؤولين “روسيا تدمر كل شيء حتى تزداد علينا صعوبة تجاوز الشتاء”.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إنه يتعين على العالم ألا يضيع الوقت وأن يساعد الأوكرانيين على إعادة بناء بلادهم سريعا، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتنسيق إجراءات إعادة الإعمار من خلال توفير أمانة لهذه المهمة. وذكرت “ليس لدينا وقت لنضيعه، فحجم الدمار هائل. البنك الدولي يقدر تكلفة الأضرار عند 350 مليار يورو (345 مليار دولار).
وأشارت إلى الحاجة لإطلاق منصة تنسيق دولية لإعادة الإعمار “في أقرب وقت ممكن، ويفضل قبل نهاية العام أو مطلع العام المقبل”، مضيفة أن المفوضية مستعدة لتوفير الأمانة لها.
من ناحيته، قال شولتز إن إعادة إعمار أوكرانيا ستكون “مهمة جيل” يتعين أن تبدأ على الفور، حتى وإن تواصل الغزو الروسي. ورأى أن المسألة “ليست أقل من وضع خطة مارشال جديدة للقرن 21، مهمة جيل يجب أن تبدأ الآن”.
من جهته، قال الرئيس الروسي إننا نحتاج إلى تسريع آلية اتخاذ القرارات في ما يتعلق باحتياجات العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وأضاف بوتين أنه من غير الممكن الاستغناء عن التنسيق داخل الهياكل الحكومية والأقاليم.
ودمرت الحرب أو ألحقت أضرارا بنحو 120 ألف منزل، و16 ألف مبنى سكني حتى نهاية سبتمبر، وفقا لكلية كييف للاقتصاد، التي قدرت إجمالي الأضرار المادية بنحو 127 مليار دولار.
وكان البنك الدولي أعلن، يوم الاثنين، أنه قدم 500 مليون دولار إضافية لمساعدة أوكرانيا على تلبية احتياجات الإنفاق العاجلة التي نجمت عن الغزو الروسي في 24 فبراير شباط والحرب المستمرة على أراضيها.
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس في بيان “يواصل الغزو الروسي التسبب في دمار هائل للبنية التحتية الأوكرانية – بما يشمل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء – مع اقتراب فصل الشتاء، مما يعرض الشعب الأوكراني لمزيد من الخطر”.
وجمع البنك الدولي ما إجماليه 13 مليار دولار من التمويل الطارئ لأوكرانيا. وقال البنك الدولي والحكومة الأوكرانية والمفوضية الأوروبية في تقرير صدر في سبتمبر أيلول، إن الغزو الروسي تسبب في أضرار مباشرة تتجاوز قيمتها 97 مليار دولار لأوكرانيا حتى الأول من يونيو حزيران، لكن إعادة الإعمار قد تتكلف قرابة 350 مليارا.
وكان الرئيس الأوكراني أعلن، أمس الاثنين، أن روسيا طلبت تزويدها “نحو 2000 مسيّرة” إيرانية دعماً لحملة قصفها في أوكرانيا، التي تستهدف خصوصاً منشآت إنتاج الكهرباء.
وقال خلال مؤتمر نظمته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “بحسب معلوماتنا الاستخباراتية، طلبت روسيا تزويدها نحو 2000 (مسيّرة) إيرانية من طراز شاهد”، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وميدانيا، أعلن الجيش الأوكراني، الاثنين، أنه طرد القوات الروسية من أربع قرى في شمال شرق البلاد، حيث تمكن عبر شن هجوم مضاد من استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة في سبتمبر.
وكتبت هيئة الأركان الأوكرانية على فيسبوك “بفضل عمليات ناجحة، طردت قواتنا العدو خارج قرى كارمازينيفكا ومياسوياريفكا ونيفسكي في منطقة لوغانسك ونوفوسادوفي في منطقة دونيتسك”، علما أنها كلها قرى متقاربة الواحدة من الأخرى.
ووضعت القوات الروسية نصب أعينها انتزاع مساحات في دونباس، المنطقة الصناعية الواقعة شرقا، وذلك بعد إبعادها عن كييف في بداية الغزو ومن منطقة خاركيف (شمال شرق).
ففي باخموت (البلدة التي يسعى الروس منذ أسابيع للسيطرة عليها) شاهد أحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية تصاعد الدخان رغم المطر الغزير، وإسقاط صاروخ أوكراني لطائرة مسيرة روسية.
وقالت قيادة الأركان الأوكرانية إنها تمكنت من صد هجمات لقوات “فاغنر” في المنطقتين الجنوبية والشرقية من مدينة باخموت، وإنها أوقعت خسائر في صفوف القوات المهاجمة.
من جهة ثانية، قالت السلطات الموالية لروسيا في مدينة مليتوبول (جنوبي أوكرانيا) -التي تسيطر عليها حاليا القوات الروسية- إن سيارة مفخخة انفجرت على مقربة من مكاتب إحدى وسائل الإعلام المحلية، مما أدى إلى جرح 5 أشخاص.
كما قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون إن خطوط الدفاع الروسية في المقاطعة لم تتغير، وإن الجبهة قوية ومستقرة.
وأضاف ستريموسوف أن الانتصارات في ما سماه “المنطقة الرمادية” انتهت. في إشارة منه إلى التقدم الذي كانت أعلنته القوات الأوكرانية في خيرسون خلال الأسابيع الماضية.
من جهتها، أكدت القوات الأوكرانية استمرار عملياتها العسكرية في محوري سفاتوفا وكريمينا، في مقاطعة لوغانسك (شرق)، حيث قالت القوات الأوكرانية إنها الآن باتت على بعد أقل من 6 كيلومترات عن مدينة كريمينا.
وأشارت قيادة الأركان إلى إحرازها تقدما في جبهة هورليفكا (شرقي لوغانسك). ونقل مراسلون في دونيتسك عن السلطات المحلية الموالية لروسيا في المقاطعة أن مدنيا أصيب بجروح جراء قصف أوكراني على مناطق مختلفة من بينها كيروفسكي وكوي بيشوفسكي.
كما أعلنت السلطات المحلية أن القوات الروسية هاجمت القوات الأوكرانية المحصنة في مدينة أفْدِييفكا.
وفي لوغانسك، أفادت السلطات المحلية بأن القوات الروسية تستهدف القوات الأوكرانية التي تمكنت من السيطرة على بعض البلدات خلال الساعات الماضية.
وأفادت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية بأن سيارة انفجرت قرب مبنى لمحطة تلفزة في ميليتوبول بزاباروجيا، وأشارت المعلومات إلى جرح 5 أشخاص جراء الانفجار.
وذكرت وكالة رويترز -نقلا عن مسؤولين أميركيين- أن واشنطن تدرس إرسال نظام دفاع جوي قديم من طراز “هوك” إلى أوكرانيا، لمساعدتها في التصدي للطائرات المسيرة وصواريخ كروز.
وأضاف المسؤول الأميركي أن نظام “هوك” للدفاع الجوي هو النسخة الأقدم من نظام “باتريوت”، مشيرا إلى أن تسليم أنظمة “باتريوت” لأوكرانيا لا يزال غير مطروح لدى الإدارة الأميركية.
في حين قالت وكالة إنترفاكس إن القوات الروسية أجرت الرحلة الأولى لمقاتلة حديثة من الجيل الخامس من طراز “سو-57” (Su-57) في منطقة موسكو.
وناقش مجلس الأمن الدولي اليوم في اجتماع مغلق اتهامات روسيا لأوكرانيا بأنها تصنع “قنبلة قذرة”، وهي ادعاءات نفتها كييف والغرب، على ما أفادت به مصادر دبلوماسية.
وعقدت هذه المناقشة بمبادرة من روسيا التي أرسل سفيرها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا رسالة إلى كل من مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يكرر فيها اتهامات روسيا لأوكرانيا “بالاستفزاز”. وتتكون القنبلة الإشعاعية أو “القنبلة القذرة” من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة تنتشر في الغبار عند الانفجار.