اليوم 334 للحرب: عزل أوكرانيين متهمين بالفساد .. وموسكو تحذر من تسليم كييف دبابات “ليوبارد”
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 334 للحرب،
كشف مسؤولان أميركيان اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستتخلى فيما يبدو عن معارضتها لإرسال دبابات من طراز ام وان ابرامز الى اوكرانيا وربما يصدر إعلان بهذا الصدد هذا الأسبوع.
وأضاف المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أنهما ليسا على علم باتخاذ قرار أميركي نهائي بإرسال هذه الدبابات إلى أوكرانيا، وهي خطوة ربما تشجع ألمانيا على اتخاذ إجراء مماثل، بحسب رويترز.
من جهة ثانية، قدم مجموعة من كبار المسؤولين الأوكرانيين استقالاتهم بعد فضيحة فساد اليوم، وفي حين أقرت هيئة الأركان الأوكرانية بتقدم القوات الروسية في محوري باخموت وأفدييفكا بمقاطعة دونيتسك، بينما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لسرعة إرسال دبابات قتالية إلى كييف.
أعلن المسؤولون الأوكرانيون استقالاتهم بعد أن كشفت وسائل الإعلام عن شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها. ومن أبرز المسؤولين المستقيلين فياتشيسلاف شابوفالوف نائب وزير الدفاع الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة، وكيريل تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، وأوليكسي سيمونينكو نائب المدعي العام.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، لكن مغادرة شابوفالوف سيسمح بالحفاظ على ثقة المجتمع والشركاء الدوليين، وكذلك ضمان موضوعية الجهود الرامية إلى الكشف عن ملابسات هذه القضية. وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية إن الحكومة قررت عزل رؤساء أقاليم دنيبرو (وسط) وزاباروجيا (جنوب) وسومي (شمال) وخيرسون (جنوب) والعاصمة كييف.
ونقلت عن ممثل الحكومة في البرلمان تاراس ميلنيتشوك قوله أن قرارات العزل شملت نائب وزير الدفاع ونائب وزير السياسة الاجتماعية ونائبان لوزير التنمية الإقليمية.
وأمس الاثنين، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تغييرات مرتقبة في المناصب العليا في الحكومة وفي الأقاليم. كما أصدر قرارات بمنع بعض المسؤولين من السفر. وقبل أيام، أقالت الحكومة فاسيل لوزينسكي نائب وزير تنمية البلديات بشبهة تلقيه رشوة بقيمة 400 ألف دولار، لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها، في حين تواجه أوكرانيا نقصا في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة.
ميدانيا، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تتقدم في محوري باخموت وأفدييفكا بمقاطعة دونيتسك رغم الخسائر الكبيرة. وأضافت أن قواتها الجوية شنت في الساعات الماضية 8 غارات على مواقع تمركز القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أن دفاعاتها أسقطت أمس 3 طائرات روسية وأخرى من دون طيار واستهدفت مخازن لوجيستية.
من جهة أخرى، أكدت الهيئة أن القوات الروسية شنت أمس الاثنين أكثر من 27 غارة جوية على مقاطعات عدة، بينما تركز القصف على مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون.
في المقابل، نشرت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها على تليغرام، مشاهد لهجوم بمدافع هاوتزر عيار 152 على أهداف أوكرانية، لكن الوزارة أحجمت عن ذكر الموقع الأوكراني الذي تعرض للقصف.
وقال الانفصاليون الموالون لروسيا في مقاطعة زاباروجيا إن وحدات الجيش الروسي تمكنت من اكتشاف وتدمير المواقع الدفاعية للقوات الأوكرانية. واتهموا القوات الأوكرانية بتحويل المصانع المدنية في مدينة زاباروجيا إلى مخابئ عسكرية ومعاقل دفاعية.
كما أعلنت سلطات خيرسون الموالية لروسيا عن تضرر 8 منازل سكنية في مدينة أليوشكا الخاضعة للسيطرة الروسية، جراء قصف مدفعي أوكراني. وقالت السلطات الروسية في خيرسون إن القصف المدفعي الأوكراني طال مدينة نوفويا كاخوفكا وبلدتي فينوغرادني وغولايا بريستان جنوب نهر دنيبر، ما أدى إلى تضرر منازل وبنى تحتية.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك اليوم أنه طلب موافقة برلين لإرسال دبابات “ليوبارد 2″ (2 Leopard) الألمانية إلى أوكرانيا. ودعا بلاشتشاك في تغريدة على تويتر، ألمانيا للانضمام إلى تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا بدبابات ليوبارد.
بدوره، قال رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيسكي إن وارسو ستطلب من الاتحاد الأوروبي تعويضا مقابل تكلفة إرسالها دبابات ليوبارد الألمانية إلى أوكرانيا.
ومن جانبه، طالب الأمين العام لحلف الناتو في النقاش حول توريد محتمل لدبابات، بسرعة تسليم الدبابات الألمانية القتالية إلى أوكرانيا. وقال ستولتنبرغ عقب محادثات مع وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس في برلين، إن المحادثات بشأن دبابات ليوبارد لا تزال جارية، معربا عن ثقته بأنه سيكون هناك حل قريبا.
وأضاف أن روسيا تحضر لحرب طويلة في أوكرانيا ويجب أن نوفر الأسلحة لكييف بأقصى سرعة، كي تحقق النصر.
بدوره، قال وزير الدفاع الألماني إن حلف الناتو يجب ألا يكون طرفا في الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن بلاده جهزت حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار يورو.
ويمتنع المستشار الألماني أولاف شولتز حتى الآن عن تقديم الدبابات أو السماح لدول الحلف الأخرى بفعل ذلك.
وتتعرض ألمانيا لضغوط شديدة من أوكرانيا وأعضاء من حلف شمال الأطلسي، مثل بولندا، للسماح بتزويد كييف بدبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع لتعزيز دفاعها في مواجهة الهجوم الروسي.
وأمس الاثنين، قال متحدث باسم شركة راينميتال الدفاعية الألمانية لمجموعة “آر إن دي” الإعلامية إن الشركة قد تسلم 139 دبابة ليوبارد القتالية إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر.
وفي هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه من الضروري اتخاذ ما سمّاه نصف الخطوة الأخيرة بشأن تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الألمانية، وأن العمل متواصل على مختلف المستويات لتسريع القرار بهذا الشأن.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن قرار ألمانيا بشأن إرسال دبابات إلى أوكرانيا هو قرار سيادي خاص بها.
وأضاف برايس في مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة ستواصل تزويد كييف بما تحتاجه للدفاع عن نفسها في مواجهة الحرب الروسية.
في المقابل، حذّر الكرملين الثلاثاء من أن تسليم كييف دبابات ليوبارد ألمانية الصنع “سيترك أثرا لا يمحى” على العلاقات مع برلين. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن تسليم دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا سيؤثر حتما على العلاقات بين روسيا وألمانيا.
وبالتزامن مع ذلك، انطلقت قافلة للجيش الألماني تحمل أول دفعتين من دفعات صواريخ “باتريوت” الثلاث التي وعدت ألمانيا بتقديمها إلى بولندا، من منطقة روستوك الألمانية على بحر البلطيق.
ومن المقرر نشر أنظمة “باتريوت” المضادة للطائرات في محيط مدينة “زاموسك” جنوبي شرقي بولندا على مقربة من الحدود مع أوكرانيا.
من جهتها، نشرت وزارة الدفاع البريطانية صورا لطائرات مروحية من طراز “سي كينغ” (أو “ملك الجو” كما تسميها)، قالت إنها أرسلتها إلى أوكرانيا وتستخدمها البحرية الأوكرانية حاليا.
وفي بروكسل، كشف مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أنه جرى التوصل إلى اتفاق سياسي على تقديم حزمة سابعة من الدعم العسكري لأوكرانيا. وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم كييف لأنها يجب أن تنتصر في الحرب.
وجاءت تصريحات بوريل في مؤتمر صحفي أعقب اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث فرض حزمة عاشرة من العقوبات واستخدام أصول روسية مصادرة لإعادة إعمار أوكرانيا.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” (The Financial Times) أن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال حث قادة الدول الأعضاء على المضي قدما في محادثات بشأن استخدام ما يصل إلى 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب إن بلجيكا جمدت أصولا روسية ضخمة، وإن استخدام هذه الأصول في إعادة إعمار أوكرانيا يحتاج إلى إطار قانوني، وهو ما لا يتوفر حتى الآن.
من جهته، كشف الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن أن السلطات الأوكرانية عرضت على مينسك إبرام اتفاق عدم اعتداء حتى لا تتحرك القوات البيلاروسية إلى أوكرانيا، موضحا أن “الغرب لم يتخل عن خططه الخاصة ببيلاروسيا”، وأن أوكرانيا “تواصل تدريب المسلحين والمتطرفين، في إشارة إلى المعارضين لمينسك”.
الى ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أن روسيا الحديثة لم تشهد “قتالا بهذه الضراوة”، مؤكدا أن بلاده بدأت عملية إصلاح وتطوير واسعة للقوات المسلحة. وقال غيراسيموف إن الإصلاحات العسكرية الروسية الجديدة تأخذ في الاعتبار التوسع المحتمل لحلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر ضم فنلندا والسويد واستخدام “الغرب مجتمعا” كييف لشن حرب بالوكالة على روسيا.
<
p style=”text-align: justify;”>