الفاتيكان على خط المبادرات لاحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا؟
خالد العزي
أرسل البابا الكارينال ماتيو زوبي إلى كييف للبحث عن طرق حل النزاع الأوكراني ــــ الروسي، فأعاد الكرسي الرسولي تجديد عدد اللاعبين الذين يحاولون إقامة حوار بين الأطراف المتحاربة، وبالإضافة إلى البرازيل والصين، اتخذت إندونيسيا وكمبوديا مبادرات مماثلة هذه الأيام. فيما يستعد وفد أفريقي لزيارة روسيا وأوكرانيا حاملا خطة سلام خاصة، ولم يتضح بعد ما الذي يمكن أن يكون قد قدمه الكاردينال زوبي لموسكو وكييف على وجه الخصوص. ومع ذلك كانت لديه ميزة تنافسية واحدة على الدول الاخرى التي تقوم بوساطات لتسوية سلمية.
يختلف التعامل الفاتيكاني مع الصراع في أوكرانيا بشكل جذري حيث انتقل من الأقوال إلى الأفعال من خلال المبادرة التي يحملها الموفد البابوي الى كييف وموسكو، لان الكنيسة الكاثوليكية التي تحاول طرح مبادرة لحل الصراع الدموي بين البلدين من خلال رؤية انسانية بعيدة عن المصالح الخاصة التي قد تحصدها بعض الدول الطامحة في لعبها دور الوساطة.
فإنعبارة “لفتات إنسانية”، الواردة في الرسالة القصيرة من الكرسي الرسولي حول زيارة المبعوث، يمكن اعتبارها إشارة إلى طلب كييف من الفاتيكان المساعدة في عودة الأطفال الأوكرانيين المحتجزين لدى روسيا. وهناك معلومات تفيد بأن الفاتيكان يشارك أو يشارك في مراحل معينة في تجميع قوائم الأسرى للتبادل بين الأطراف المتحاربة.
البابا فرانسيس، الذي دعا فولوديمير زيلينسكي لدعم “صيغة السلام”، لا يدخل في التفاصيل، حتى عند سؤاله عنها مباشرة. على سبيل المثال، في نهاية الشهر السادس من العام الحالي، عندما سئل عن رأي الفاتيكان في طلب كييف بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من أراضي أوكرانيا، قال رئيس الكنيسة إن قضية الأراضي هي “مشكلة سياسية” كلا الجانبين يجب أن يحل.
بدأتزيارة ماتيو زوبي إلى كييف بتاريخ 5 حزيران/يونيو 2023، وهي مرتبطة بمبادرة السلام دون تغطية واسعة في الاعلام، الكاردينال وصل إلى العاصمة الأوكرانية، حيث علم الجمهور من التقارير الإعلامية، وليس من البيانات الرسمية. وتتلخص جميع الأفكار الخاصة بالتسوية الآن في وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما تدركه الأطراف دون حماس كبير. وفي مثل هذه الحالة، تبدو مهمة الفاتيكان مفيدة للغاية.
أولاً، لا أحد يعرف حقًا ما تتكون منه. ثانياً، لا يعطي الكرسي الرسولي تقديرات خفيفة بأن أسهل طريقة لوقف إراقة الدماء هي وقف إطلاق النار وإمداد منطقة الصراع بالسلاح. وأخيرًا ثالثًا، المبعوث البابوي، على عكس قوات حفظ السلام الأخرى، لديه خبرة حقيقية في الوساطة في حل النزاعات.
اذا لابد من القول بحسب راي مراقبين ومتابعين دوليين للمبادرة الفاتيكانية بان الموفد الكاردينال ماتيو زوبي يتمتع بميزة تنافسية واضحة على الوسطاء الآخرين بفضل خبرته: فقد شارك شخصيًا في المفاوضات بين الحكومة والمتمردين في موزمبيق، والتي انتهت في عام 1992 بتوقيع اتفاقيات روما للسلام.
لقد أرسل الفاتيكان الكاردينال زوبي إلى كييف “للاستماع باهتمام إلى السلطات الأوكرانية حول السبل الممكنة لتحقيق سلام عادل، ودعم الإيماءات الإنسانية التي يمكن أن تساعد في تخفيف التوترات”.
وبحسب مصادر إعلامية اوكرانية، فإن المبعوث البابوي بعد كييف يعتزم التوجه إلى موسكو. وليس على الفور، ولكن بعد العودة إلى الفاتيكان والتشاور مع البابا.