اليوم الـ 29 للحرب: معارك على الجبهات وروسيا معاقبة في بروكسل
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم التاسع والعشرين للحرب، تواصلت المعارك على جبهات عدة في أوكرانيا، في حين تتجه القوى الغربية لتشديد ضغوطها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ثلاث اجتماعات قمة في بروكسل، لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) عن تشكيل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد أربعة أيام من بدء الحرب، مجموعة عمل من مسؤولي الأمن القومي، أطلق عليها اسم “فريق النمر” تجتمع سرا ثلاث مرات في الأسبوع، ومن مهامها دراسة كيفية الرد إذا استخدمت روسيا أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو نووية في أوكرانيا، إضافة إلى كيفية الرد على توسع الحرب للدول المجاورة، وفي حال هوجمت قوافل نقل الأسلحة داخل أراضي دول حلف الناتو. وحذرت مجموعة الدول السبع في بيانها روسيا من مغبة استخدام الأسلحة البيولوجية أو الكيميائية أو النووية. وأوضح المندوب الألماني “نلمس جميعا آثار الحرب على أسعار الغذاء والطاقة، وندعو الرئيس الروسي للموافقة على وقف إطلاق النار وإنشاء ممرات إنسانية في أوكرانيا. وقررنا عدم إدراج واردات الطاقة في حزمة العقوبات. وسنفرض المزيد من العقوبات على روسيا إذا دعت الضرورة. وروسيا انتهكت بصورة جذرية التزاماتها والقيم المتفق عليها بعد الحرب العالمية الثانية”. معلنا أنه على “الدول السبع الالتزام باستقبال لاجئي الحرب”.
وعقب قمة قمة الناتو قال الرئيس الأميركي جو بايدن: “سنواصل دعم زيلينسكي وحكومته بمساعدات أمنية كبيرة لمواجهة العدوان الروسي، ودعمهم في الدفاع عن النفس”، مؤكدا الالتزام “بتحديد معدات إضافية، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي لمساعدة أوكرانيا”. مضيفا: “سنعتمد مفهوما استراتيجيا محدثا لضمان استعداد الناتو لمواجهة أي تحد في البيئة الأمنية الجديدة. ومن الآن وحتى قمة الناتو في يونيو المقبل سنضع خططا لقوات وقدرات إضافية لتعزيز دفاعات الحلف”.
وكان البيت الأبيض يعلن سلسلة عقوبات بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين على أكثر من 400 شخصية وشركة دفاعية روسية، فيما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن “العقوبات الجديدة تشمل قاعدة الصناعات الدفاعية الروسية والرئيس التنفيذي لـ”سبير بنك”، وتشمل أي معاملات بالذهب على صلة بروسيا”.
من جهته قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: “علينا منع تحول الاشتباكات إلى حرب بين الناتو وروسيا في أوروبا. واتفقنا على تقديم معدات أمن سيبراني إلى أوكرانيا لمواجهة أي هجوم روسي بيولوجي أو كيميائي أو إشعاعي أو نووي”، متهما روسيا بمحاولة “خلق ذريعة بأن الناتو مستعد لاستخدام السلاح الكيميائي لتبرير استخدامها لهذا السلاح”. وقال: “نجهز كل الاستعدادات للتصدي لكل أنواع الأسلحة الكيمائية والنووية إذا استخدمها الطرف الآخر في الحرب. ونحن نوفر دعما كبيرا لأوكرانيا ونقدم أسلحة للتصدي للمدرعات والدبابات والطائرات ولن أدخل في التفاصيل”. ودان الهجمات الروسية على المدنيين، داعيا الصين إلى “الامتناع عن دعم حرب روسيا بأي شكل من الأشكال”. وأوضج أن “قادة الناتو اتفقوا على تشكيل أربع مجموعات قتالية أخرى في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا. وسنواصل حماية كل شبر من أراضي الحلف، ونخطط لدفاع طويل الأمد في كافة مناطق الناتو. كما اتفقنا على تعزيز الجناح الشرقي للناتو في مواجهة الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا”.
وخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعضاء الناتو المجتمعين في بروكسل، في كلمة ألقاها عبر الفيديو بالقول “إن روسيا تخطط لاستهداف دول في الجناح الشرقي للحلف. وأن بلاده تستطيع أن تؤمّن أوروبا والعالم كله وتقف في وجه “الظالم الروسي”، داعيا دول الحلف “لإرسال الأسلحة إلى بلاده ومن بينها راجمات الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي. وتابع قائلا “ننتظر منكم قرارات وضمانات حقيقية تستطيع تأمين السلم الحقيقي”، متهما “القوات الروسية باستخدام قنابل فوسفورية في حربها على أوكرانيا”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قرارا يطالب روسيا بوقف فوري “للأعمال العدائية” ضد أوكرانيا، مشددة على أن “حصار المدن الأوكرانية خصوصا ماريوبول يزيد الوضع الإنساني للمدنيين تدهورا”.
وأعلن المندوب الصيني في الأمم المتحدة، أنه “يجب دعم جميع الجهود التي تفضي إلى حل سلمي للأزمة في أوكرانيا، ويجب أخذ الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان على محمل الجد”، مؤكدا “موقفنا الثابت يقوم على احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان”.
من جهتها، وصفت وزارة الدفاع الصينية المزاعم بأن بكين كانت لديها معرفة مسبقة بالهجوم الروسي على أوكرانيا زائفة.
ميدانيا، أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية أن “القوات الروسية استولت على كنيسة في ماريوبول، واستهدفوا المدنيين من نوافذها، وكان مجلس المدينة أعلن عن إجلاء 1077 شخصا من المدينة باتجاه زابوروجيا بينهم 319 طفلا. وقالت الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية كثفت من غاراتها حيث تم تسجيل أكثر من 250 طلعة جوية خلال الساعات الماضية، وأن “قواتنا تواصل صد الهجمات الروسية في الاتجاهات الشرقية والجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية”. وأشارت إلى أن “القوات الروسية تروع المدنيين الذين يتظاهرون ضدهم في خيرسون الخاضعة لسيطرتهم، كما تستهدف البنية التحتية العسكرية والمدنية في مناطق كييف وتشيرنيهيف وخاركيف.
ن جهتها، أعلنت روسيا عن “تصفية سبعة جنود أوكرانيين وإصابة اثنين قرب ماريوبول، أثناء محاولتهم الخروج من الحصار. وقالت مفوضة البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان إن القوات الروسية أجلت قسرا 402 ألف أوكراني إلى روسيا، منهم 84 ألف طفل.
وكشفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني عن أن تبادل الأسرى مع روسيا شمل 20 جنديا و30 بحارا مدنيا من الجانبين. ونفت أوكرانيا سيطرة القوات الروسية على مدينة أيزيوم غير صحيح، ومعتبرة ذلك “عبارة عن استفزاز. وأن القوات الأوكرانية تحتفظ بموقعها في أيزيوم وتصد هجمات للقوات الروسية في محيطها”.
وأفادت سلطات خاركيف عن مقتل ستة مدنيين وإصابة 15 في استهداف روسي لنقطة تفتيش قرب أكاديميكا بافلوفا. من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن لديها وثيقة تؤكد تورط 30 مختبرا أوكرانيا في 14 منطقة سكنية بأنشطة عسكرية وبيولوجية واسعة. وقال مجلس الدوما الروسي إنه يحقق في معلومات حول تمويل صندوق الاستثمار الخاص بنجل بايدن لبرنامج البنتاغون البيولوجي في أوكرانيا. وشددت روسيل على أن “العقبة الرئيسية في المفاوضات مع أوكرانيا هي عدم استقلال نظام كييف”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن “روسيا تدرس جميع المبادرات البناءة من الدول بشأن التسوية في أوكرانيا. وأن موسكو لا تقبل تجنيد مرتزقة من دول أخرى وإرسالهم للقتال مع القوات الأوكرانية”. وأعلنت “إيقاف عمل البعثة الدائمة لروسيا لدى مجلس أوروبا بسبب انسحابها من المنظمة”، داعية زيلينسكي “للتفكير بمصير أوكرانيا وشعبها واستخلاص النتائج واتخاذ القرارات المناسبة”.