إحتمال هجوم روسي على أفدييفكا .. وأوكرانيا تستعد للتصدي
السؤال الآن ــــ (ا ف ب)
على الرغم من الهجوم الروسي الأخير “الساحق” على مدينة أفدييفكا، تستعد القوات الأوكرانية لصدّ هجوم جديد واسع النطاق من قبل موسكو على هذه المدينة الصناعية شرقي أوكرانيا.
ويقول ماكسيم موروزوف، وهو قائد وحدة خاصة في شرطة المدينة “علينا أن نتوقّع ذلك.. نعلم أن الروس كدّسوا احتياطيات ضخمة سواء من الأفراد أو المعدات العسكرية”.
ويُضاعف الجيش الأوكراني ضرباته في المناطق الحدودية، كما شنّت أوكرانيا، التي أجبرت موسكو على التراجع في العام 2022، هجوماً مضاداً في حزيران/يونيو لتحرير حوالي 20% من أراضيها الخاضعة للسيطرة الروسية والتي أعلنت موسكو ضمّها. وتفيد كييف بأنّ قواتها تتقدّم، ولكن هذا التقدّم بطيء لأنّ الغرب متردّد بشكل مفرط في تسليمها الأسلحة التي تحتاجها.
وفي المقابل، شنّ الجيش الروسي هجمات باتجاه كوبيانسك (شمال شرق أوكرانيا)، كما يشنّ منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر هجمات باتجاه مدينة أفدييفكا (شرق).
وصباح العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، تقدّمت عشرات الدبابات والمدرّعات الروسية في طوابير إلى جنوب وشمال وشمال غربي المدينة، مدعومة بوابل من المدفعية وقصف المروحيات والطائرات، بهدف محاصرة المدينة.
ويضيف موروزوف في مدينة بوكروفسك على بعد نحو 40 كيلومترًا من أفدييفكا “شكّل ذلك صدمة للجميع. كان هناك ما يصل إلى 50 غارة جوية” على المدينة.
من جهته، كان يوري شتيبا (55 عامًا)، قائد مجموعة دعم ناري تابعة للواء دفاع إقليمي أوكراني، في خندق في شمال غرب المدينة الصناعية في ذلك اليوم. ويقول “علمنا بسرعة أن معدات عسكرية (روسية) كانت ستصل. كان بإمكاننا سماعها على بعد خمسة إلى سبعة كيلومترات من أوكرانيا”.
ويضيف خلال مقابلة أجريت معه في قرية بعيدة عن الجبهة “بدأ عناصرنا في استهدافهم.. تعمل المدفعية بشكل جيد لصالحنا، لم ينجح الروس، لكن عندما يكون هناك بين 30 و40 مركبة، يكون الأمر صعبًا بعض الشيء”، .ويشير إلى أن “كلّ 15 دقيقة تقريبًا، كانت تمرّ طائرة فيما كانت تمرّ مروحيات كل ثلاث إلى خمس دقائق”.
ورغم أن الروس تمكّنوا من السيطرة على بضعة كيلومترات مربّعة، عكست صور ومقاطع فيديو نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي بعد يومين فشلًا ذريعًا للهجوم الروسي.
وظهرت في الصور “36 مدرّعة روسية على الأقلّ” مدمّرة، وفق المعهد الأميركي لدراسة الحرب.
وقال هذا المصدر “لم تطبّق القوات المدّرعة الروسية الدروس المستفادة” من الإخفاقات السابقة مثلما حصل في فوغليدار على بعد 50 كيلومترًا من أفدييفكا في شباط/فبراير المنصرم أو حول كييف في آذار/مارس 2022، حين دمّر الأوكرانيون هناك أيضًا عددًا من الدبابات “كانت تتقدم بشكل فوضوي”.
وتقع مدينة أفدييفكا على الجبهة منذ العام 2014 وعلى بعد 13 كيلومترًا شمال دونيتسك “العاصمة” الخاضعة للسيطرة الروسية للمنطقة التي تحمل الاسم نفسه والتي أعلن بوتين ضمّها العام الماضي. ولا يزال نحو 1600 شخص يعيشون في هذه المدينة التي كانت تضمّ 30 ألف نسمة قبل الحرب.
في وسط المدينة، دُمّرت أعداد كبيرة من المباني جزئيًا أو كلّيًا بضربات روسية يومية، وبقنابل منذ آذار/مارس.
ويشير موروزوف إلى أن السكان الذين ما زالوا في المدينة “يعيشون حصرًا في أقبية”، منوّهًا إلى “توقف إيصال المساعدات الإنسانية” مؤقتًا منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر. ويضيف: “سيكفي مخزون الغذاء والماء والأدوية ومستلزمات النظافة بالتأكيد لمدة شهر” إذا لزم الأمر.
ويوضح الشرطي أن الطريق الوحيد للوصول إلى المدينة من الشمال “لا يزال تحت سيطرة (القوات الأوكرانية)، مضيفًا “لم ينجح الروس في احتلال المرتفعات”.
ويلفت يوري شتيبا إلى أن مجموعة الدعم الناري التابعة للواء الدفاع الإقليمي الأوكراني الذي ينتمي إليها “حفرت خنادق ارتفاعها متران”.
ويقول أيضًا “نضع شبكات مضادة للمسيّرات لأن الروس يختارون موقعًا ويطلقون كلّ شيء (للهجوم): قذائف هاون وقاذفات قنابل يدوية ومسيّرات انتحارية”.
ويتابع أن الجنود الروس “يزحفون بشكل عام في مجموعات صغيرة دون سترات مضادة للرصاص ودون خوذات ولا شيء. يحمل أحدهم قنابل يدوية والآخر يحمل بندقية فيما يغطّيهم شخص ثالث”.
ويتحدث موروزوف، الذي يعتزم العودة إلى أفدييفكا، عن وضع “أكثر هدوءًا” في الأيام الأخيرة. ويقول: “لم تعد هناك إلّا بضعة غارات جوية، نحو أربع إلى ستّ مرات” يوميًا “وتستمر ضربات الدبابات والمدفعية”، لكن “لم تعد هناك هجمات واسعة النطاق، العدو يأخذ قسطًا من الراحة”.
ويعتبر أناتولي موغيلا (53 عامًا)، وهو نائب قائد الوحدة التي ينتمي إليها يوري شتيبا، “أنه حتى الآن تمّ سحق الروس”، مضيفًا “لكنهم يملكون موارد بشرية لا تنضب، وأعتقد أنهم سيحاولون بالتأكيد” شنّ هجوم جديد.