اليوم الـ 46 للحرب: تدمير مطار دنيبرو وتبادل أسرى
السؤال الآن – وكالات وتقارير
في اليوم الـ 46 للحرب، أعلن مسؤول أوكراني، اليوم الأحد، أن مطار دنيبرو تعرض لقصف روسي جديد، أدى إلى تدميره بالكامل. وكتب رئيس الإدارة العسكرية في المدينة، فالنتين ريزنيتشنكو، على تطبيق تلغرام “هجوم جديد على مطار دنيبرو. لم يبق منه شيء. المطار نفسه والبنى التحتية المجاورة دمرت. والصواريخ لا تزال تتساقط ونعمل على إحصاء الضحايا”.
وفي المقابل، أشارت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إلى أنّ قواتها نفذت ضربات صاروخية في مناطق دنيبروبتروفسك وميكولايف وخاركيف الأوكرانية الواقعة شرقي أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، في بيان، “دمرت صواريخ بحرية عالية الدقة مقر وقاعدة كتيبة دنيبرو الوطنية خلال الليل في قرية زفونتسكي – منطقة دنيبروبتروفسك – حيث وصلت تعزيزات من المرتزقة الأجانب في ذلك اليوم”. وفق ما نقلت شبكة “سي ان ان” الإخبارية. كما ذكر كوناشينكوف أن القوات الروسية بصواريخ عالية الدقة مطلقة من الجو، دمرت منصات إطلاق لصواريخ “إس-300” تابعة للجيش الأوكراني، في محيط قرية ستاروبوغدانوفكا في مقاطعة نيقولايف (ميكولايف)، وفي مطار تشوغويف العسكري في مقاطعة خاركوف. وأكد كوناشينكوف إسقاط الدفاعات الجوية الروسية ثماني طائرات مسيرة تابعة للجيش الأوكراني. مضيفا أن “سلاح الجو قصف 86 هدفا عسكريا في أراضي أوكرانيا، منها مقر قيادة، ومستودعا ذخيرة، وثلاثة مستودعات وقود، وثلاث راجمات صواريخ، و49 موقعا حصينا، وتجمعا للآليات الحربية الأوكرانية”.
وفي تحديث يومي لبياناتها، قالت هيئة أركان الجيش الأوكراني، أن “العدو الروسي يواصل الاستعداد لتكثيف عملياته الهجومية في شرق أوكرانيا والسيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس”.
ولفتت استخبارات الجيش البريطاني الى أن “موسكو تسعى لاستدعاء عسكريين سرّحتهم منذ 2012 لتعزيز قواتها بسبب خسائرها المتراكمة”، لافتةً إلى أن “خطة موسكو لتعزيز قواتها تشمل تجنيد أشخاص من إقليم ترانزنيستريا في مولدوفا“. وكانت ذكرت أمس السبت أن “روسيا تواصل قصف أماكن غير عسكرية مثل محطة قطارات كراماتورسك”، وأوضحت أن “العمليات الروسية تواصل التركيز على دونباس وماريوبول وميكولايف مدعومة بصواريخ كروز”. وأكدت أن “المقاومة الأوكرانية تواصل إحباط مطامع موسكو في إنشاء ممر بري بين القرم ودونباس”، لافتاً إلى أنه “من المتوقع أن تزداد الغارات الجوية الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا”.
وأشارت مفوضة حقوق الإنسان الروسية، تاتيانا موسكالكوفا، إلى أن عملية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا تمت الليلة الماضية. وكانت موسكالكوفا قد أعلنت، يوم أمس، أن 32 سائقاً روسياً كانوا محتجزين في أوكرانيا قد أعيدوا إلى بلادهم. وأضافت أنه “بمشاركة معهد مفوض حقوق الإنسان في روسيا، تم تبادل سائقي الشاحنات. وعاد 32 سائقا روسيا و20 سائقا أوكرانيا إلى ديارهم، بالإضافة إلى عدد من مواطني بيلاروس نحن سعداء للغاية بعودة مواطنينا إلى وطنهم”.
وذكرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، أنه “تم الاتفاق على فتح 9 ممرات إنسانية اليوم بما فيها من ماريوبول“. واليوم أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بحسب ما نقلت قناة “ان بي سي نيوز” الأميركية، أنّ “الخطة الروسية الأصليّة للسيطرة على أوكرانيا، تعرضت برمّتها لانتكاسة كارثية”، معتبرًا أنّ “ما رأيناه في أوكرانيا هو بالفعل نكسة استراتيجية، وربما حتى هزيمة لـروسيا“. وأشار إلى أنّ “أوكرانيا الآن أكثر اتحادًا، وستكون هناك أوكرانيا مستقلّة وذات سيادة لفترة أطول”، موضحًا أنّ “القوة الروسية تضاءلت إلى حد كبير والغرب اليوم أكثر اتحادًا من أيّ وقت مضى”.
وأوضح بلينكن، أنّ “مستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحدده الشعب الروسي”، مشيرًا إلى أنّ “طريقة انتهاء الحرب في أوكرانيا تتوقف على ما يريده الأوكرانيون، وقياداتهم المنتخبة”، مؤكدًا “أننا سنفعل كل ما هو ممكن، لتقوية موقف أوكرانيا على طاولة المفاوضات”، مصرّحًا بأنّ “العقوبات المفروضة على روسيا ليست أبديّة، والهدف منها هو تغيير سلوكها”.
من جهتها، ذكرت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستيان هوفمان، في بيان، أنّ المستشار الألماني أولاف شولتز، دان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، “جرائم الحرب المروعة الروسية، في بوشا وغيرها من المناطق الأوكرانية”. ولفتت إلى أنّ “الجانبين بحثا الأوضاع الميدانية والمفاوضات الأوكرانية الروسية“، حيث أكد شولتز “تضامن ألمانيا الكامل ودعمه للشعب الأوكراني”، مشددًا على أنّ “الحكومة الألمانية ستعمل مع شركائها الدوليين، من أجل الكشف عن الجرائم المرتكبة في أوكرانيا وتقديم مرتكبيها للمحاكم الدولية”.
واظهرت وثائق سرية تابعة لدائرة الأمن الأوكرانية أن نظام كييف حاول منع الاحتفال بالأعياد الأرثوذكسية في خيرسون، بمزاعم أن روسيا يمكن أن تستخدمها لأغراضها الخاصة. وبحسب وكالة “نوفوستي“، صنفت الوثائق على أنها “سرية للغاية”.
وفي وقت سابق، أوضح ضابط أمني سابق لأوكرانيا في منطقة خيرسون لوكالة “نوفوستي” أن وحدة أمن الدولة الأوكرانية تمارس ضغوطا على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، التابعة لبطريركية موسكو منذ عدة سنوات وتؤدي إلى تعميق الانقسام بين المجتمعين الروسي والأوكراني، وإثارة التوتر ومشاعر الخوف تجاه روسيا. ا
إلى ذلك، اعتبر الخبير في الشؤون الخارجية الأميركية، تيد سنايدر، أن المعطيات تشير إلى أن واشنطن تعرقل التسوية في أوكرانيا، أكثر مما تسهم فيه للدفع نحوها. وأشار سنايدر، في مقال لمجلة “Responsible Statecraft“، إلى أنه “في المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، وحتى في المفاوضات التي توسطت فيها تركيا، تبدو الولايات المتحدة غائبة عنها”. وأضاف أن “أبشع عمل بعد بدء الحرب هو استمرارها، ونتيجة لذلك سيموت عدد أكبر من الناس”، موضحاً أن “بعض الأدلة تشير إلى أن الولايات المتحدة تعيق التوصل إلى تسوية دبلوماسية في أوكرانيا”. ولفت إلى أنه “بشكل عام، منذ عام 2014 عندما أتيحت الفرص الدبلوماسية لمنع الحرب، بدا أن الولايات المتحدة تخلق عقبات”، مشيراً إلى أنه “منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم تشارك واشنطن بشكل مباشر في مفاوضات التسوية”.
واليوم أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده لن تسمح بدخول السفن الحربية إلى البحر الأسود، وقال أكار خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في تركيا تناول تطورات الأزمة الأوكرانية: “لا نعرف من الذي ترك الألغام في البحر الأسود. إنها روسية الصنع، لكن ما هي الدولة التي تركتها أمر قيد التحقيق”. مضيفا أن “هناك تقارير تفيد بوجود حوالي 400 لغم” في البحر الأسود حاليا. وتابع أنّ “أنقرة أجرت اجتماعات بهذا الشأن مع السلطات البلغارية والرومانية، وأن هذين البلدين يجريان عمليات بحث في مياههما الإقليمية”. وأشار إلى وجود شبهات باحتمال أن تكون الألغام قد تركت عمدا، ولفت إلى أنّ “هناك أيضا من يقول ربما كانت هناك خطة لإدخال كاسحات ألغام تابعة للناتو إلى البحر الأسود، وذلك للضغط علينا. لكننا سنلتزم بأحكام اتفاقية مونترو، لن نسمح بمرور السفن الحربية عبر البوسفور والدردنيل إلى مياه البحر الأسود”.