اليوم الـ 47 للحرب: روسيا تسيطر على ميناء ماريوبول
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في آخر تطورات اليوم الـ47 من الحرب، أعلن زعيم “دونيتسك الشعبية” الانفصالية، دينيس بوشيلين، عن “سيطرة قوات دونيتسك والقوات الروسية، على كامل ميناء ماريوبول” الأوكرانيّ، وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية. وفي وقت سابق، أعلن الجيش الأوكراني، أنه يستعد لمعركة أخيرة في مدينة ماريوبول المدمرة في جنوب شرق البلاد والتي تحاصرها القوات الروسية منذ أكثر من أربعين يومًا.
وذكر الفوج السادس والثلاثون في البحرية الوطنية على مواقع التواصل الأجتماعي، أن “اليوم ستكون على الأرجح المعركة الأخيرة، لأن ذخائرنا تنفد، وسيكون مصير بعضنا الموت وبعضنا الآخر الأسر”. وأعرب عن أسفه لغياب المساعدة من قيادة الجيش ومن الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وأوضح أن “الفوج تلقى مرة واحدة فقط 50 قذيفة و20 لغمًا وصواريخ مضادة للدبابات، دون أي شيء آخر”، معتبرا أنه “لم يكن هناك سوى وعود لم يتم الإيفاء بها”. وجاء هذا البيان بعد أن أعلن نائب رئيس قوات جمهورية دونيتسك الانفصالية إدوارد باسورين، أنه تمت السيطرة على 80٪ من ميناء ماريوبول، مشيرا في مقابلة على تلفزيون “روسيا 24” عندما سئل عن الوضع في المدينة الساحلية : “ما زالت هناك مقاومة”، مشيراً إلى أن “البقية من الجيش الأوكراني تحاول التراجع إلى آزوفستال”. ولفت إلى أن نحو نصف عناصر هذا الفوج مصاب بجروح، قائلا: “طيلة أكثر من 40 يومًا من المعارك الشديدة صدّنا العدو بشكل تدريجي وحاصرنا ويحاول الآن تدميرنا”.
وكان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، أعلن بوقت سابق اليوم أيضا أن القوات الروسية ستهاجم ماريوبول بالإضافة إلى مناطق أخرى. يذكر أن تلك المدينة المطلة على بحر آزوف، شكلت منذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بالمحدودة في 24 فبراير الماضي، هدفاً استراتيجياً لروسيا، لاسيما أن الاستيلاء عليها سيتيح ربط المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس في الشرق مع شبه جزيرة القرم (جنوبا) التي ضُمت إلى الأراضي الروسية عام 2014. هذا واوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، تهدف لوضع نهاية لمسار الولايات المتحدة للهيمنة على العالم، وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية. ولفت، في حديث عبر قناة “روسيا 24″، أنّ “عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تهدف إلى وضع نهاية للتوسيع والنهج المتهور لهيمنة الولايات المتحدة الأميركية الكاملة على العالم، والدول الغربية التابعة لها على المحافل الدولية”، مؤكدًا أن روسيا لن تخضع للضغوط إطلاقًا.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خسر الحرب أخلاقيا”. وأعلن المستشار النمساوي كارل نهامر، بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، أنّ “لقاء بوتين في موسكو، لم يكن وديًا”، مشيرًا إلى أنّ “المناقشة كانت مباشرة وصريحة وصعبة للغاية”. وأكّد “أنني أخبرت بوتين أنّ الحرب في أوكرانيا، يجب أن تنتهي لأن جميع الجهات فيها خاسرة”.
وفي وقت سابق، كشف شالنبرغ، أنه “لن يكون هناك صحفيون في الاجتماع بين المستشار النمساوي والرئيس الروسي”، مؤكدًا أنّه “لن يكون هناك مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الثنائي بين الطرفين”. ووصل المستشار النمساوي إلى موسكو، يوم أمس الأحد، لإجراء محادثات مع بوتين، بعد أن أجرى محادثات مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. وفي تفاصيل الوضع الميداني، كشف رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان الروسية، وحليف بوتين، أن القوات الروسية ستهاجم مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة وكذلك العاصمة الأوكرانية كييف وغيرها من المدن. وقال في تسجيل مصور بث على قناته على تيليغرام: “سيكون هناك هجوم… ليس على ماريوبول فحسب ولكن أيضا على أماكن ومدن وقرى أخرى (في أوكرانيا)”. وتابع “سنحرر لوجانسك ودونيتسك بالكامل في المقام الأول… ثم نستولي على كييف وجميع المدن الأخرى”. وقال “”أؤكد لكم: لن يتم الرجوع خطوة واحدة”.
أما وزارة الدفاع الروسية، فافادت اليوم عن سيطرة القوات الروسية على قرية كامينكا الأوكرانية التي تعتبر واحدة من أكثر المواقع الدفاعية تحصينا للقوات الأوكرانية. وجاء في بيان صدر عن الوزارة: “دمرت طواقم الدبابات من طراز “تي-72 بي زي ام” خطي الدبابات ومضاد للدبابات للدفاع الأوكراني خلال معركة صعبة. وسمح الاستيلاء على التجمع السكني والسيطرة عليه، للقوات الرئيسية بمواصلة تقدمها”.
كما أعلنت عن تدمير منظومة S300 على مشارف دنيبروبتروفسك، أرسلتها دولة أوروبية لأوكرانيا، لافتة إلى أنه “تم إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين من طراز سوخوي-25 بالقرب من مدينة إيزيوم، وإسقاط مروحية عسكرية أوكرانية من طراز Mi-24 في خيرسون“. وذكرت في بيان، “اننا استهدفنا 78 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
إلا أن وزير الخارجية السلوفاكي، إيفان كورتشوك، أشار إلى أنه لا يمكنه تأكيد أو نفي المعلومات حول تدمير منظومة “إس-300” التي نقلتها بلاده إلى أوكرانيا. وأضاف: “حصلنا على هذه المعلومات لكن لا يمكنني قول شيء، لا توجد لدينا أي معلومات مؤكدة أو أدلة”.
وفي وقت سابق، ذكرت الدفاع الروسية، أن “القوات الروسية خاضت معركة في منطقة توبولسكي في مقاطعة خاركوف”، مضيفة أن “القوات الأوكرانية تركت في ميدان المعركة دبابات جديدة مع ذخيرة كاملة”.
وفي مجال آخر، كشف مستشار رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية، روديون ميروشنيك، عن العثور على عدد كبير مما يسمى بـ”المخدرات القتالية” في المواقع الأوكرانية المحتلة. ولفت إلى وجود أدلة على أنه يتم هناك العثور على كميات كبيرة مما يسمى بـ”العقاقير القتالية”. وأشار للصحفيين، إلى تسجيل حالات عندما يواصل الجنود الأوكرانيون إجراء الأعمال القتالية وهم “في حالة الزومبي”.
وأعلنت وزارة حالات الطّوارئ في جمهوريّة لوغانسك الشعبيّة، أنّ “تسعة منازل في قرية نوفويدار، تعرّضت للتّدمير، إثر قصف للقوّات المسلّحة الأوكرانيّة باستخدام صاروخ “توشكا أو”. وأوضحت في بيان، أنّ “نتيجة الحرائق النّاجمة عن القصف المدفعي على نوفويدار، تمّ تدمير سبعة مبان سكنيّة واثنين من المباني غير السكنيّة وحمّام بخاري ومبنى مرافق وسيّارة”. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مجموعة القوات الخاصة الروسية قامت خلال عمليات الاستطلاع والبحث على بعد 5 كيلومترات جنوب مدينة إيزيوم الأوكرانية، بتصفية أحد أشرس القادة التابعين لما يسمى بفيلق المتطوعين الأوكران “القطاع الأيمن” تاراس بابانيتش”.
من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أولكسندر موتوزيانيك، خلال مؤتمر صحافي إلى أنه “بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق”، وأوضح أن “الهجوم سيقع قريبا جدا”.
وفي تقييمها اليومي اعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية مستمرة في القصف المدفعي على منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى استخدام “ذخائر فسفورية”. واعتبرت أن استخدام تلك الذخائر المحظورة دولياً، يعبر عن خطط مستقبلية لاستخدامها لقوات الروسية في ماريوبل. وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية صدت العديد من الهجمات الروسي في شرق أوكرانيا، واستولت على عدد من الآليات العسكرية الروسية. وأوضحت أن “اعتماد روسيا المستمر على القنابل غير الموجهة يقلل من قدرتها على التمييز عند الاستهداف وشن الضربات، بينما يزيد بشكل كبير من خطر وقوع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين”.
وفي موقف لرئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، أكد أن “موضوع العقوبات ضد روسيا سيبقى مطروحا بشكل دائم على الطاولة”، وأن “الهدف من عقوباتنا هو وقف السلوك الطائش وغير الإنساني والعدواني للقوات الروسية”. وأعلنت المفوضية الأوروبية، في بيان، أنّه “سيتم حظر نشاط 20 شركة طيران روسية في الاتحاد الأوروبي، لانتهاكها معايير السلامة الدولية”.
هذا وأعلنت وزارة الخارجية الكرواتية، عن “طرد 18 دبلوماسيا روسيا و 6 موظفين إداريين بسفارة موسكو“. كما أعلنت وزارة الخارجية الكندية، في وقتٍ سابقٍ اليوم، عن “فرض عقوبات جديدة على 33 شركة روسية في قطاع الدفاع”.
من جهته، أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن “انضمام السويد وفنلندا للناتو لن يضمن استقرار لأوروبا”. ولفت الى أن “روسيا ليس لديها أي مانع من تسديد ديونها”.