اليوم الـ 48 للحرب: جدل حول استخدام الكيميائي في بوتشا وتعزيزات في الدونباس
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 48 للحرب، أفادت وزارة الدفاع الأوكرانية أن روسيا أكملت تعزيزاتها العسكرية استعدادا لهجوم جديد على مناطق دونباس، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو دمر مركز قيادة محصنا للقوات الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك، كما دمر عددا من منظومات الصواريخ. وكشفت الوزارة أنها ستفتح ممرا إنسانيا من ماريوبول إلى القرم أو زاباروجيا عبر بيرديانسك، موضحة أنه تم إجلاء أكثر 17 ألف شخص من لوغانسك ودونيتسك وماريوبول والمناطق الخطرة في أوكرانيا دون مشاركة سلطات كييف. وحذر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من إمكانية استخدام روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانيا، ودعا الغرب إلى فرض عقوبات شديدة وإضافية على موسكو.
وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى استخدام أسلحة كيميائية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة بجنوب أوكرانيا، وأعلنت بريطانيا من جهتها أنها تحقق في هذه المسألة.
هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع الإنساني في أوكرانيا في 19 أبريل الجاري بطلب من فرنسا والمكسيك، وفق ما أفاد دبلوماسيون بعد عقده، أمس الإثنين، جلسة حول النساء والأطفال في أوكرانيا. وفي التفاصيل، فرّ أكثر من 4,6 ملايين لاجئ أوكراني من بلادهم، منذ الغزو الروسي في 24 فبراير، وفق تعداد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بزيادة 68095 عن آخر حصيلة نشرت أمس الإثنين. ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
من جهته، كشف رئيس بلدية بلدة بوتشا الأوكرانية التي تقع بالقرب من العاصمة كييف، إن السلطات عثرت حتى الآن على 403 جثث لأشخاص يُعتَقد أنهم قتلوا على أيدي القوات الروسية، مشيرا إلى أن العدد في تزايد. ونقلت قناة “الجزيرة مباشر” للأنباء عن كبير مستشاري الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، أن “الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مدينة ماريوبول المحاصرة”، وأوضح أن “الوضع في ماريوبول صعب و100 ألف شخص ما زالوا عالقين هناك“. وناشد المستشار الأوكراني “العالم فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا”، مشدداً على “أننا لن نتفاوض على شبه جزيرة القرم ولن نساوم على أي شبر من أراضينا، ومن الصعوبة الجلوس مع الروس على طاولة المفاوضات بعد فظائع بوتشا وإربين”.
من جهته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن “عدم تجانس مواقف” المفاوضين الأوكرانيين يحول دون التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو لإنهاء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأوضح في مؤتمر صحافي من قاعدة لإطلاق المركبات الفضائية في الشرق الأقصى الروسي “أخطرت الليلة الماضية بأن الجانب الأوكراني عدّل شيئا ما مجددا… هذا الافتقار إلى التجانس حول النقاط الأساسية يتسبب يصعوبات”. وأوضح أن “الصدام مع النازيين الجدد في أوكرانيا كان مسألة وقت ونفذنا ضربة استباقية ضدهم”، لافتاً الى أن “العملية الخاصة تهدف لكبح القدرات العسكرية لأوكرانيا وتدمير منشآتها العسكرية، وأوكرانيا تراجعت عن التوافقات التي تم التوصل إليها في جولة اسطنبول”. واعتبر أن المجزرة المفترضة بحق مدنيين في بلدة بوتشا قرب كييف “أخبار مضللة”، مشبها هذه الاتهامات بتلك المتعلقة باستخدام النظام السوري برئاسة بشار الأسد، أسلحة كيميائية في سورية ضد مدنيين. وقال بوتين: “لدينا الأخبار المضللة نفسها في بوتشا”.
من جهتها، قالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إيرينا فيريشوك، إنه تم الاتفاق، اليوم الثلاثاء، على إقامة تسعة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين بما في ذلك من مدينة ماريوبول المحاصرة. وأضافت، في بيان، أن خمسة من الممرات التسعة ستكون من منطقة لوغانسك في شرق البلاد، والتي يقول المسؤولون الأوكرانيون إنها تتعرض لقصف عنيف. أما وزارة الدفاع الروسية فأفادت في بيانها اليومي إن قوات بلادها دمرت 443 طائرة مسيرة و2139 دبابة ومدرعة أوكرانية منذ بدء العملية العسكرية. وأوضحت أن السلاح الجوي الروسي استهدف 32 منشأة عسكرية أوكرانية في الساعات الأخيرة. وأضافت “أحبطنا محاولة هروب للقوميين الأوكرانيين من ماريوبول بضربات جوية ومدفعية. كما أحبطنا محاولة هروب 100جندي أوكراني من مصنع إيليتش بماريوبول“.
من جهته، قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، اليوم الثلاثاء، إن “الحلف سيستمر في توفير كل الدعم الممكن لضمان بقاء أوكرانيا. وأكد أن الحلف ينتهج سياسة الباب المفتوح وعدم استبعاد أي عضو جديد. وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” عن عمدة ماريوبول قوله إن “القوات الروسية أحضرت محارق جثث متنقلة لإحراق جثث الضحايا في المدينة”. وقال وزير القوات المسلحة البريطاني، اليوم الثلاثاء، إن الغرب لديه كل خيارات الرد إذا تم استخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا. ورجحت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن القتال في شرق أوكرانيا سيتصاعد خلال الأسبوعين أو الثلاثة القادمة.
يأتي ذلك، فيما تواصل القوات الروسية استقدام قواتها من بيلاروسيا لتعزيز مواقعها شرق أوكرانيا. هذا ووصلت أمس الاثنين عناصر من الدرك الفرنسي إلى لفيف في غرب أوكرانيا، لمساعدة نظرائهم الأوكرانيين في “التحقيقات في جرائم الحرب التي ارتُكبت حول كييف”، بحسب ما أعلن السفير الفرنسي لدى أوكرانيا إيتيان دو بونسان. وأضاف “فخورون بأن نرحب في لفيف بفصيلة الدرك التقنيين والعلميين الذين أتوا لمساعدة رفاقهم في التحقيقات في جرائم الحرب التي ارتكبت حول كييف“. وأكد السفير أن المحققين الفرنسيين سيباشرون عملهم، اليوم الثلاثاء، مشددا على “تضامن” فرنسا مع أوكرانيا. والتغريدة التي ترجمت أيضا إلى الأوكرانية، أرفقها السفير بالعلمين الفرنسي والأوكراني.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أن بلادها تتحقق من صحة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيميائية في هجوم شنته على مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة. وكتبت تراس في تغريدة على تويتر “هناك تقارير مفادها أن القوات الروسية قد تكون استخدمت عوامل كيميائية في هجوم على سكان ماريوبول. نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقق من التفاصيل“. وشددت الوزيرة على أنّ “أيّ استخدام لمثل هذه الأسلحة سيشكل تصعيدا وحشيا في هذا النزاع، وسنحاسب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ونظامه“.
وكان مسؤولون في الأمم المتحدة دعوا إلى التحقيق في أعمال العنف التي استهدفت النساء خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، مطالبين أيضاً بحماية الأطفال في هذا النزاع. وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، خلال الاجتماع إنّ “هذه الحرب يجب أن تتوقف، الآن”.
من جهتها، أعلنت سلطات دونيتسك الانفصالية، عن مقتل مدنيين وإصابة 20 آخرين، جرّاء القصف الأوكراني أمس الاثنين على مناطق في دونيتسك”، موضحة أنّ “القصف الأوكراني على المناطق السكنية، تسبب بتدمير أنبوب لنقل الغاز في حي غربي دونيتسك”. ولفتت إلى أنّ “القصف الأوكراني على بلدة ياسينوفاتايا، تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن 1300 مدني”، مشيرة إلى انّ “القوات الأوكرانية أطلقت أمس نحو 200 قذيفة وصاروخ، باتجاه سبع مناطق في دونيتسك”. وافاد مقر الدفاع الإقليمي بجمهورية دونيتسك، في بيان على مواقع التواصل الإجتماعي، أنه “تم إجلاء 587 شخصاً بمن فيهم 96 طفلاً، من مدينة ماريوبول إلى قرية بيزيمينويه بمنطقة نوفوآزوفسكي خلال الساعات الـ24 الماضية، ويتواجدون حالياً في مركز تقديم المساعدة للمدنيين الذين يتم إجلاؤهم والذي نشرته قوات وزارة الطوارئ لجمهورية دونيتسك”، مشيراً إلى أنه “تم منذ 5 مارس الماضي إجلاء 16342 شخصا إلى قرية بيزيمينويه”.
وكشف رئيس مقاطعة بيلغورود الرّوسيّة، فياتشيسلاف غلادكوف، إلى أنّ “هناك أضرارًا لحقت بخطوط السكك الحديدية في منطقة شيبيكينسكي” في المقاطعة. وأشار، في تصريح على مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّه “لا يوجد ضحايا أو جرحى. تمّ تدمير خطوط السكّة الحديديّة لا غير، وفرقة من الخبراء تعمل حاليًّا في مكان الحادث”. وكانت وزارة الدفاع الروسية، اشارت في 1 مارس الحالي، الى أنّ طائرتي “هليكوبتر” أوكرانيّتين من طراز “Mi-24“، دخلتا المجال الجوّي الرّوسي على ارتفاع منخفض للغاية، وشنّتا هجومًا صاروخيًّا على مستودع نفط يقع في ضواحي مدينة بيلغورود الحدوديّة”. وأعلن رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، أن “النازيين الأوكرانيين يحتجزون أكثر من 6000 أجنبي ويتخذونهم دروعا بشرية”، فيما أشار إلى أن 76 سفينة أجنبية لا زالت محاصرة في الموانئ الاوكرانية. وخطر القصف وخطر الألغام الذي تسببه كييف في مياهها الداخلية ومياهها الإقليمية لا يسمحان للسفن بالملاحة بحرّية في عرض البحر”. الى ذلك، أعلن ممثلو خدمات الطوارئ الروسية، أن اكثر من 752 ألف شخص عبروا الحدود الروسية قادمين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وأوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة. ونقلت وكالة “نوفوستي” عن مصدر: “إجمالًا وصل إلى الأراضي الروسية إبتداءً من بداية النزاع 752,39 ألف لاجئ بمن فيهم 144,06 ألف طفل”. وأشارت إلى أن 20,61 ألف لاجئ دخلوا الأراضي الروسية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
من جهة اخرى، أفاد مكتب التحقيقات الحكومية الأوكرانيّ، أنّ “السلطات الأوكرانية صادرت عشر سفن روسية، كانت تخضع للصيانة في ميناء أوديسا بهدف تأميمها”، وفق ما نقلت وكالة “تاس” الروسيّة. كما أشارت وسائل إعلام روسية، إلى أن “سائقي الشاحنات من روسيا وبيلاروسيا عالقون في ازدحام موروي في معابر الاتحاد الأوروبي مع بيلاروسيا، إذ تطالب سلطات الاتحاد الأوروبي من الشاحنات التي تحمل لوحات أرقام روسية وبيلاروسية مغادرة أراضي الاتحاد بحلول 16 أبريل الحالي”.