اليوم الـ 49 للحرب: تحرير ميناء ماريوبول وإطلاق الرهائن
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 49 للحرب، استمر الجيش الروسي بتضييق الخناق على الشرق، وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، عن تحرير ميناء ماريوبول التجاري البحري من مقاتلي “آزوف” بشكل كامل. ولفت في تصريح له، إلى أنه “تم تحرير الميناء التجاري البحري بالكامل في مدينة ماريوبول من مقاتلي “آزوف” المتطرفين”. وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية: “إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تم احتجازهم على متن السفن في الميناء، بمن فيهم الأجانب”. وشدد في حديثه، على أنه “تمت محاصرة فلول وحدات القوات الأوكرانية والنازيين “آزوف” المتواجدة في المدينة ومنعهم من أي فرصة للهروب”. وأعلنت سلطات منطقة في مقاطعة كورسك الروسية المتاخمة لحدود أوكرانيا، أن نقطة تفتيش حدودية في إحدى قرى المنطقة تعرضت لإطلاق نار، موضحة أن حراس الحدود ردوا بإطلاق نار على مصدر النيران وأسكتوه دون أن يسفر الحادث عن وقوع ضحايا أو أضرار في الجانب الروسي.
إلى ذلك، نقلت وكالة “رويترز” عن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اقتراحه إدراج معارض أوكراني مؤيد لروسيا في صفقة تبادل مقابل الإفراج عن أسرى حرب أوكرانيين.
على الصعيد الميداني، في ماريوبول، نقلت “رويترز” عن عمدة المدينة أن 21 ألف مدني من السكان قتلوا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. وفي بوتشا، قال عمدة المدينة أناتولي فيدوروك إن المدينة تعرضت لتدمير كبير، وإن عدد الجثث في المدينة ارتفع إلى أكثر من 400، وهو عدد ليس نهائيا حسب قوله.
في كراماتورسك، قال عمدة المدينة إن أقل من 40 ألفا من أصل 165 ألف شخص بقوا في المدينة معظمهم من المتقاعدين وكبار السن، مضيفا أن هناك دفعات جديدة من المواطنين يتوقع أن تخرج خلال الأيام القادمة. وهدد الجيش الروسي بقصف “مراكز” قيادة في كييف التي تخلت موسكو في الوقت الحالي عن فكرة السيطرة عليها، متهمة أوكرانيا بشن ضربات والقيام بعمليات تخريب على الأراضي الروسية.
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناتشينكوف: “نرى محاولات تخريب وضربات تشنها القوات الأوكرانية على أهداف في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية. وإذا استمرت هذه الأفعال، سينفّذ الجيش الروسي ضربات على مراكز قيادة، بما فيها مواقع في كييف، وهو أمر امتنع عن القيام به الجيش الروسي حتى الآن“.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه “لا يبدو أنه من الممكن تحقيق وقف لإطلاق نار شامل في أوكرانيا في الوقت الحالي”. وأضاف أن “الحرب في أوكرانيا تؤدي إلى تفاقم أزمة ثلاثية الأبعاد تشمل الغذاء والطاقة والتمويل”. وذكر غوتيريش أن “36 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في استيراد القمح”.
من جهته، حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، من أن بلاده ستعتبر المركبات التي تنقل أسلحة تابعة للولايات المتحدة وحلف الناتو إلى الأراضي الأوكرانية “أهدافا عسكرية مشروعة”. وتعهد المسؤول الروسي بإحباط بلاده للمساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا التي تهدف إلى تأخير “العملية العسكرية (الروسية) الخاصة”.
وأضاف: “ليفهم الأميركيون والغرب بأن محاولات إبطاء عملياتنا الخاصة وإلحاق أقصى قدر من الضرر بالوحدات والتشكيلات الروسية من جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية سيتم قمعها بشدة”.
وقالت الرئاسة الروسية “الكرملين”، إن تصريح الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول “إبادة جماعية” للأوكرانيين “محاولة غير مقبولة لتشويه الوضع”. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي: “إننا نرفض هذا الكلام قطعيا، ونعتبر مثل هذا المحاولات لتشويه الوضع القائم غير مقبولة بتاتا”.
ووصف المستشار الألماني، أولاف شولتس، رفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استقبال نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في كييف بالـ “مزعج”. وردا على سؤال حول رفض طلب تقدم به الرئيس الألماني لزيارة كييف، قال شولتس: “أراد رئيس ألمانيا الذهاب إلى أوكرانيا، وكان في طريقه للقاء الرئيس (زيلينسكي)، (شتاينماير) هو رأس الدولة في ألمانيا، وأعيد انتخابه بالأغلبية العظمى لما قدمه من خدمات، لذا فإن استقباله كان سيغدو جيدا”.
من جهته، أعلن مساعد رئيس بلدية دنيبرو، ميخائيل ليسينكو، اليوم الأربعاء، أن جثث أكثر من 1500 جندي روسي في مشارح المدينة الصناعية الكبرى في شرق أوكرانيا، مبديا أمله في أن “تتمكن أمهات روسيات من القدوم لتسلم أبنائهن”.
إلى ذلك، أعلنت بريطانيا بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي الأربعاء عن عقوبات تستهدف انفصاليين وأثرياء موالين لروسيا وأقاربهم. وأكدت الحكومة البريطانية أنها وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي تفرض عقوبات على “178 انفصاليا” في شرق أوكرانيا إضافة إلى ستة من الأثرياء الموالين لروسيا وعائلاتهم وموظفيهم.
هذا وزار المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، اليوم الأربعاء، مدينة بوتشا الأوكرانية، حيث عثر بعد انسحاب القوات الروسية على جثث مئات المدنيين. وقال خان للصحافيين إن “أوكرانيا مسرح جريمة. إننا هنا لوجود أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد أن جرائم تدخل ضمن صلاحيات المحكمة ارتكبت. علينا أن نبدد غبار الحرب لنصل إلى الحقيقة”.
وكانت روسيا أعلنت عن استسلام ما يزيد على ألف جندي أوكراني في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة جنوب شرقي البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف، إن 1026 جنديا من اللواء 36 التابع لمشاة البحرية الأوكرانية، بينهم 162 ضابطا و 47 امرأة ، استسلموا في مصنع للمعادن في المدين،. وأن 151 مصابا تلقوا العلاج الطبي. ولم يعلق المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، على الاستسلام الجماعي المزعوم ، لكنه قال في منشور على تويتر، إن عناصر من اللواء 36 التابع لمشاة البحرية تمكنوا من الانضمام إلى قوات أوكرانية أخرى في المدينة نتيجة “مناورة محفوفة بالمخاطر”.
من جهتها، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك عبر تلغرام أن كييف لن تفتح أي ممر إنساني، اليوم الأربعاء، متهمة الروس بـ”انتهاك قواعد القانون الدولي” ما يجعل الوضع “خطيرا. “وقالت فيريشتشوك “للأسف، لن نفتح ممرات إنسانية اليوم. في منطقة زابوريجيا (جنوب)، عرقل المحتلون الحافلات وفي منطقة لوغانسك (شرق) ينتهكون وقف إطلاق النار“.