اليوم الــ 50 للحرب: اوكرانيا تقصف قرية حدودية وتصيب الطراد “موسكفا”

اليوم الــ 50 للحرب: اوكرانيا تقصف قرية حدودية وتصيب الطراد “موسكفا”

 السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم الــ 50 للحرب، اتهم حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، فياتشيسلاف جلادكوف، القوات الأوكرانية بقصف قرية حدودية ثانية، اليوم الخميس، وأعلن إخلاء منطقتين، الأمر الذي نفته كييف جملة وتفصيلا. وبعد قرية كليموفو في منطقة بريانسك، قصفت أوكرانيا قرية سبوداريوشينو، وفق ما أكد جلادكوف على تلغرام، مشيراً إلى أنه لم تقع ضحايا ولا إصابات ولا دمار. 

بدورها، أكدت سلطات مقاطعة بريانسك غرب روسيا أن عدداً من المدنيين أصيب بعضهم بجروح خطيرة، اليوم الخميس، من جراء تعرض منطقتهم المحاذية لحدود أوكرانيا إلى قصف من داخل أراضيها. وحمل حاكم مقاطعة بريانسك، ألكسندر بوغوماز، عبر قناته في تطبيق تليغرام، الجيش الأوكراني المسؤولية عن قصف بلدة كليموفو في منطقة كليموفسكي، مشيرا إلى أن منزلين سكنيين تضررا جراء الهجوم، وهناك إصابات في صفوف المدنيين. 

وأكدت وكالة “تاس” إصابة سبعة مدنيين على الأقل جراء القصف الأوكراني، بعضهم في حالة خطرة. ورصدت خدمة الإنذار الموحدة في مقاطعة بريانسك سقوط قذيفتين على الأقل على منطقة كليموفسكي، اليوم، بينما تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات توثق آثار القصف، في حين أكدت وزارة الطوارئ الروسية إطفاء حريقين نشبا في منزلين في المنطقة جراء القصف الأوكراني. من جانبها، أعلنت دائرة حرس الحدود التابعة لهيئة الأمن الفيدرالية الروسية أن معبر “نوفييه يوركوفيتشي” الحدودي للسيارات الواقع في المنطقة نفسها تعرض أمس للقصف من مدافع هاون من الأراضي الأوكرانية، عندما كان فيه أكثر من 30 لاجئا أوكرانيا كانوا يتوجهون إلى روسيا. 

وأشارت الدائرة إلى أن القصف ألحق ضررا بسيارتين تابعتين للاجئين، دون وقوع إصابات بشرية، لافتة إلى أن اللاجئين أجلوا من المعبر، وقصفت القوات الروسية بالنيران المضادة الموقع الذي نفذ منه القصف. واليوم، أشار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، خلال مؤتمر صحفيّ من العاصمة الأوكرانيّة كييف، إلى أنّ “هناك مسؤولية واضحة بعدم استهداف المدنيين أو أيّ أهداف مدنية في أوكرانيا”. ولفت إلى “أننا سنستمر في مساعي التواصل مع الحكومة الروسية، لأن هدفنا القانون”، موضحًا “أننا نتحدث عن أدلة بشأن ما يجري في أوكرانيا، وليس عن إنطباعات”، مشيرًا إلى “أننا لدينا قناعة بأن جرائم قد ارتكبت في أوكرانيا، تدخل في اختصاصات المحكمة”، مؤكدًا “أنّنا لن نقبل أيّ دليل من الحكومة الأوكرانية، بدون التحقق منه“. 

وخلال زيارته الى كييف وصف الرئيس البولندي، أندري دودا، الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا منذ 50 يوماً بالإرهاب”،. ولفت دودا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الى أنه “إذا أرسل أحدهم طائرات وجنوداً لقصف مناطق سكنية وقتل مدنيين فهذه ليست حرباً. هذه وحشية ولصوصية وإرهاب”. وكان دودا ونظراؤه الليتواني، ييتاناس ناوسيدا، والإستوني، آلار كاريس، واللاتفي، إيغيلز ليفيتس، كييف حيث التقوا نظيرهم الأوكراني. وأوضح الرئيس الليتواني، في بيان، إثر وصوله إلى أوكرانيا أنه “من الصعب تصديق أنّ مثل هذه الأعمال الوحشية يمكن أن ترتكب في أوروبا القرن الحادي والعشرين لكن هذا هو الواقع. هذه حرب يجب أن ننتصر فيها”. 

وبحسب وارسو، فإنّ زيارة الرؤساء الأربعة إلى كييف هدفها “إظهار الدعم لزيلينسكي والمدافعين عن أوكرانيا في لحظة حاسمة بالنسبة لهذا البلد”. من جهته، أعلن البيت الأبيض، أنّ “الولايات المتحدة الأميركية، مستعدّة لدرس إمكانية إلغاء عدد من العقوبات، إذا توصلت روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق بينهما”. اما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون فنوّه، بشأن وصف ما يحصل في أوكرانيا بأنه “إبادة جماعية”، إلى أنّ “مصطلح الإبادة الجماعية يجب أن يصفه رجال القانون وليس السياسيين”. وعن احتمال زيارته لأوكرانيا، كشف ماكرون أن “الوقت سيأتي”، مشيرًا إلى “أنني أعتقد أن الرحلة لا ينبغي أن تكون فقط لمشاهدة الأشياء، بل للعمل. لذلك قلت دائمًا بأنني سأفعل ذلك عندما يكون مفيدًا”. 

من جهتها، اشارت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، الى أن “التهديدات الروسية تجاه دول الشمال والبلطيق ليست جديدة وتعزز وحدتنا”. وأضافت تراس، “أننا نحن نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقق من التفاصيل”. هذا واتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة باختبار عقاقير بيولوجية خطيرة على نزلاء مستشفى نفسي في مدينة خاركوف شرق أوكرانيا خلال فترة ما بين عامي 2019 و2021. اما لجهة وضع مدينة ماريوبول الأوكرانية، فاشار عمدتها فاديم بويتشينكو، الى “أننا متأكدون من وجود مقبرة جماعية حفرها الجيش الروسي بالقرب من مقابر المدينة”، لافتا في حديثٍ لقناة “الجزيرة”، الى أن “هناك أكثر من 20 ألف قتيل مدني في المدينة والعدد مرشح للزيادة”. 

وكان بويتشينكو قد أعلن، صباح اليوم، أن القوات الأوكرانية ستواصل القتال في المدينة، رغم النقص الحاد في الذخيرة وتناقص عدد الجنود. وأضاف أن “محنة الجنود الروس صعبة للغاية، لأن عددهم قليل للغاية ومن الصعب عليهم الصمود أكثر”، مشيراً الى أنه “يقال عنهم مصنعون من الفولاذ، لكن للفولاذ نفسه نقطة انهيار”. اما المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، فافاد الى أنه “تم إطلاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما وقع على متن الطراد موسكفا”، مشيراً الى أنه “لا معلومات بشأن آفاق المفاوضات الروسية ـــ الأوكرانية“. 

ولفت بيسكوف، الى أن “رغبة واشنطن المساهمة في إرساء السلام وحث كييف على الامتثال لمطالب موسكو، قد توقف استمرار الصراع”، مؤكداً أن “وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، لم يقدم بعد لبوتين أفكارا حول تعزيز الحدود الغربية للبلاد وهذا يستغرق وقتا”. يذكر أن الطراد الحربي الروسي “موسكفا”، أصيب بـ”أضرار جسيمة” في البحر الأسود، من جراء انفجار ذخائر على متنه بسبب حريق، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع الروسية. 

وأشارت الوزارة، في بيان، الى إنه “نتيجة اشتعال حريق، انفجرت ذخائر على متن الطراد الصاروخي موسكفا، وتم إجلاء طاقم الطراد بالكامل ويجري حاليا التحقيق في أسباب الحريق”. وأشار مقر الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية، إلى أن 1350 جنديا من مشاة البحرية الأوكرانية “اللواء 36” في ماريوبول ألقوا أسلحتهم واستسلموا لقوات دونيتسك الشعبية. وذكرت صحيفة بوليتكو نقلا عن مسؤولين اميركيين ان الإدارة الأميركية تدرس إمكانية إرسال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن أو وزير دفاعها لويد أوستن للقاء الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وإظهار الدعم لكييف. ومن بين المرشحين المحتملين لهذا المهمة الرئيس جو بايدن ونائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ومع ذلك ووفقا للمصادر، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا هو توجه وزير الدفاع أو وزير الخارجية إلى كييف. 

من جهته، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف من أن روسيا ستنشر أسلحة نووية قرب دول البلطيق والدول الاسكندنافية في حال قرّرت فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي . وردا على سؤال حول تصريحات مدفيديف قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “هذا الأمر تم التطرق إليه مرارا” وإن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر أمرا بـ”تعزيز جناحنا الغربي” ردا على التوسع العسكري المحتمل للحلف الأطلسي.   

ولدى سؤاله عمّا إذا سيشمل هذا التعزيز نشر أسلحة نووية، قال بيسكوف “لا يمكنني القول… ستكون هناك قائمة طويلة بالتدابير وخطوات ضرورية”.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة