اليوم الـ51 للحرب: موسكو ترد على إغراق “موسكفا” بقصف كييف ومصنع أسلحة في خاركوف
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في الـ51 للحرب، ومع اعتراف روسيا بتكبدها أكبر خسائرها، إثر غرق الطراد “موسكفا”، الذي يعد سفينة القيادة في الأسطول الروسي بالبحر الأسود، وصفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) غرق هذا الطراد بأنه “ضربة كبيرة” للبحرية الروسية في البحر الأسود. في حين توقعت السفيرة الأوكرانية في واشنطن تدمير مزيد من “سفن الغزاة”. وردت روسيا عبر تأكيد وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، بقصف عنيف خلال الليل للعاصمة كييف حيث سمعت أصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن قصف طيران نفذته القوات الروسية، التي توعدت بشن هجمات أعنف في حال استمرار الهجمات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية. وقد سُمع في كييف ليل الخميس الجمعة دوي الانفجارات قوية، بعد أن دوت صفارات الإنذار في شتى أرجاء أوكرانيا. وهذه أعنف انفجارات شهدتها كييف منذ انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة الأوكرانية قبل نحو أسبوعين.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية: عدد وحجم الهجمات الصاروخية على كييف ستزداد ردا على هجمات القوات الأوكرانية بحق القوات الروسية، في إشارة أيضا إلى الهجوم الصاروخي الذي دمر الطرّاد “موسكفا”.
وعلى صعيد العمليات اليومية، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه “تم تحييد 30 من المرتزقة” في الوحدة العسكرية البولندية الخاصة بمنطقة خاركيف، القريبة من الحدود الروسية. وأكدت أنها قصفت مصنعا للأسلحة قرب العاصمة كييف. وأضافت أن نظام S-400 الصاروخي استهدف مروحية أوكرانية من طراز MI-8 كانت قد هاجمت قرية كليموفو في منطقة بريانسك، جنوبي روسيا.
وفي تحليل للرئيس السابق للمخابرات العسكرية البريطانية، الفريق فيل أوزبورن، نشرته “سكاي نيوز” اعتبر أن المرحلة التالية من الحرب في أوكرانيا ستكون لوجستية بامتياز. وقال أن “روسيا تحاول حشد قوات بشكل غير متكافئ في شرق أوكرانيا، بمعنى أن يفوق عددها بكثير عدد نظيرتها الأوكرانية هناك”، مرجحا سقوط مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، الأسبوع المقبل، ثم ستبدأ القوات الروسية في المنطقة بالزحف على الشمال لدعم الهجوم في الشرق الأوكراني”. ورأى إن “التحدي الحالي أمام الأوكرانيين هو ما إذا كان بوسعهم إعادة إمداد القوات هناك، بالسرعة الكافية والحصول على الأسلحة والمعدات المناسبة لصد الهجوم”.
هذا ووجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ليل الخميس الجمعة، خطابا بمناسبة مرور 50 يوما على اندلاع الحرب، مشيدا بقدرة مواطنيه على “الصمود طوال هذه الفترة”، واصفا الأمر بأنه إنجاز لـ”ملايين الأوكرانيين، الذين اتخذوا في 24 فبراير أهم قرار في حياتهم: أن يقاتلوا”. واستذكر نصائح القادة الغربيين في اليوم الأول من الحرب، والتي كانت تحثه على ضرورة الفرار من كييف، مستعرضا قائمة طويلة بالأعمال التي نفذها الأوكرانيون لصد الهجوم الروسي، مشيرا إلى “أولئك الذين أظهروا أن بوسع السفن الحربية الروسية الإبحار، حتى لو كانت في القاع”، في إشارة ساخرة إلى تدمير الطراد “موسكفا”.
ن ناحية ثانية، قال زيلينسكي، أن عدد العسكريين الأوكرانيين في دونباس يبلغ 44 ألف شخص، مشيرا إلى أن هذه المنطقة ستكون مركزا للمعارك التي ستؤثر على سير النزاع في بلاده. الى ذلك، اشار مصدر روسي، إلى أنه “إجمالا، لغاية اليوم 15 أبريل، وصل أكثر من 808 آلاف شخص إلى روسيا من دونباس وأوكرانيا، من بينهم أكثر من 153 ألف طفل” منوها بأن حوالي 20 ألف شخص يعبرون الحدود الروسية يوميا. وأكد أن عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى روسيا من أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وأوكرانيا، حتى صباح أمس الخميس، تجاوز 790 ألف شخص.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أوردت في بيانها اليومي ان قواتها تمكنت من القضاء على مفرزة تكون من نحو 30 مرتزقًا بولنديًا في مقاطعة خاركوف، تابعين لشركة عسكرية خاصة، بالإضافة إلى تدمير نقاط تمركز ونقاط دعم وإسناد للقوات الأوكرانية. وذكر رئيس المركز الوطني الرّوسي لإدارة شؤون الدّفاع، التّابعة لوزارة الدفاع الروسية، الفريق أوّل ميخائيل ميزينتسيف، أنّ القوّات الأوكرانيّة وضعت ألغامًا في سدّ على أراضي جمهوريّة دونيتسك الشعبية، مشدّدًا على أنّه في حال تفجير السد، “ستكون مدينة سفيتلودارسك وبلدتا ميرونوفسكي ولوغانسكويه وبعض البلدات الأخرى في المنطقة، تحت خطر الغرق، ويبلغ عدد سكّانها الإجمالي أكثر من 15 ألف شخص”.
من جهة ثانية، اعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية “سي آي آيه” وليام بيرنز الخميس أن انتكاسات روسيا العسكرية في أوكرانيا قد تدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي أو منخفض القوة. وقال بيرنز في كلمة ألقاها في أتلانتا: “نحن قلقون جدا بالتأكيد. أعلم أن الرئيس بايدن يشعر بقلق عميق بشأن تجنب حرب عالمية ثالثة، وتجنب العتبة التي يصبح فيها الصراع النووي ممكنا”.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، اكدت أنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن مستعد لأي شيء، إنه مستعد للذهاب إلى أوكرانيا”، لكن أعلنت في مؤتمر صحافي “أننا لنّ نرسل الرئيس الأميركي إلى أوكرانيا”.
هذا وكشفت وكالة “بلومبرغ” في تقرير، أن الأزمة الأوكرانية جعلت الدول الغربية أمام خيارين: إما الاستمرار في إمداد كييف بالأسلحة، أو الحفاظ على ترساناتها للإبقاء على قدراتها الدفاعية. ولفت كاتب التقرير، هال براندس، الانتباه إلى تصريحات ممثلي البنتاغون على وجه الخصوص، والتي تؤكد أن كييف تستخدم كل يوم ما يعادل أسبوعا من احتياطيات الذخيرة المضادة للدبابات. وبحسب التقرير فإن “هذا يترك الدول الغربية أمام خيار صارم: إرسال إمدادات إضافية إلى أوكرانيا، أو التقليل من القدرات المحدودة التي قد تحتاجها للدفاع عن نفسها”. وأشار براندس أيضا إلى أنه قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، ناقش الرئيس فرانكلين روزفلت، آنذاك بشكل مكثف مع مستشاريه العسكريين ما إذا كان سيتم تزويد بريطانيا بالأسلحة أو تركها في حالة الدفاع الوطني، موضحًا أن واشنطن تقترب الآن من “نقطة تحول مماثلة”، بشأن الحرب في أوكرانيا.
من جهتها، أوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 4,796,245 مليون أوكراني فروا عبر الحدود فيما تفيد المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بأن قرابة 215 ألفا من مواطني دول ثالثة فروا أيضا إلى البلدان المجاورة.