اليوم الــ 52 للحرب: زيلنيسكي يحذر من تصفية آخر المقاتلين في ماريوبول
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 52 للحرب، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أنّ “تصفية آخر المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول، سينهي المفاوضات مع روسيا”، فيما اعتبر زعيم “دونيتسك” الانفصالية دينيس بوشيلين، “القوميون الأوكرانيون في ماريوبول، عنيدون على الاستسلام”، معلنًا أنه “يجب التخلص منهم”.
وعلق زيلينسكي، على قلق البعض من خطر أن يلجأ نظيره الرّوسي فلاديمير بوتين، لاستخدام سلاح نووي تكتيكي، على أنّ “العالم بأسره، وكلّ الدّول يجب أن تكون قلقة”. وأوضح، في حديث تلفزيوني، “يمكنهم فعل ذلك… بالنّسبة لهم، حياة النّاس لا تساوي شيئا”.
من جهتها، أفادت شبكة “سي إن إن” نقلًا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، بأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ حلفاء واشنطن الأوروبيين، بأنه يتوقع إستمرار الحرب في أوكرانيا. ولفت مسؤولان أوروبيان لم يتم ذكر اسميهما، إلى أن بلينكن يتوقع أن الحرب قد تستمر حتى نهاية العام الجاري. وبحسب هؤلاء المسؤولين لا توجد “أي مؤشرات على تغير أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين“، وأنه “لن يسعى للمفاوضات الدبلوماسية على الأرجح، إن لم يواجه هزيمة عسكرية”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنه “تم استهداف مصنع للمدرعات في كييف ومنشأة لصيانة المعدات العسكرية في ميكولايف، “ولفتت إلى أن “سلاح الطيران التكتيكي دمَّر 67 موقعا للقوات الأوكرانية الليلة الماضية، وتم إسقاط طائرة سوخوي 25 أوكرانية على بعد 15 كلم جنوب مدينة إيزيوم”. وأكدت أنه “تم استهداف 16 موقعا عسكريا أوكرانيا ببولتافا وأوديسا ودونباس، بصواريخ بعيدة المدى أطلقت من الجو”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، يوم أمس، “إسقاط صاروخين أوكرانيين كانا يستهدفان محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في خيرسون“. كما أعلنت وزارة أنه تم إجلاء لأول مرة مجموعة من المدنيين من مدينة إيزيوم بمنطقة خاركوف، معظمهم نساء وأطفال.
ولفتت مصادر، إلى أن حافلات تابعة للجيش الروسي نقلت الدفعة الأولى من المدنيين من مدينة إيزيوم بمنطقة خاركوف، وتضم حوالي 100 شخص، معظمهم نساء وأطفال وكبار السن. ورافقت قافلة اللاجئين مروحيات روسية وعربات شرطة عسكرية إلى الحدود الروسية عبر أوكرانيا، حيث تم استقبالهم وتقديم المساعدات الغذاية والطبية اللازمة لهم. من جانبهم أكد المدنيون المغادرون، أن مدينة إيزيوم نفسها كانت تتعرض لإطلاق نار مستمر من القوات الأوكرانية، وإن المدينة والمنطقة المحيطة بها خطيرة للغاية.
من جهة اخرى، أعلنت الخارجية الروسية إنها أدرجت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعددا من الوزراء البريطانيين على قائمة الممنوعين من دخول أراضي روسيا.
وأشارت وكالة “سبوتنك” الروسية إلى أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع قانونا يعاقب من يشبه الاتحاد السوفيتي بألمانيا النازية“.
يذكر أن بوتين أعلن، في وقتٍ سابق، أن “موعد انتهاء العملية الروسية في أوكرانيا تعتمد على كثافة العمليات القتالية وسنعمل وفقا للخطة المعتمدة، واليوم يجري تدمير نظام القطب الواحد الذي نشأ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”. مشيراً خلال مؤتمر مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إلى أن “هناك هستريا معادية لروسيا وستزيد مع ارتفاع أسعار الغاز والنفط والتضخم غير المسبوق”.
وأفادت صحيفة “تلغراف”، بأن قوات خاصة بريطانية موجودة في كييف تقوم بتدريب الأوكرانيين على كيفية استخدام الصواريخ المضادة للدبابات. وبحسب الصحيفة، فإن القوات البريطانية الخاصة “SAS” موجودة على الأرض في العاصمة الأوكرانية لتدريب الجنود المحليين. ولفت ضباط من كتيبتين أوكرانيتين، إلى أن القوات البريطانية زارتهم خلال الأسبوعين الماضيين للقيام بدورة تدريبية مكثفة في التعامل مع الأسلحة القوية التي قدمتها المملكة المتحدة لأوكرانيا. وأرسلت بريطانيا لأول مرة مدربين عسكريين إلى أوكرانيا بعد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في عام 2014، لكنها قالت إنها سحبت قواتها من البلاد في فبراير الماضي من أجل تجنب احتمال اندلاع صراع مباشر مع روسيا وحلف شمال الأطلسي في الحرب.
من جهته، رأى رئيس كتلة “الحزب الشعبي الأوروبي” في البرلمان الأوروبي، مانفرد فيبر، أن النقاش المستمر في ألمانيا بشأن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا يقوض سمعة ألمانيا على الساحة الدولية. ولفت في حديثه لصحيفة “Passauer Neue Presse”، إلى أنه “تفقد الحكومة الألمانية سمعتها على الساحة الدولية والأوروبية، ويتم إلحاق أضرار ببلادنا على المدى الطويل“. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يتوقع من المستشار الألماني، أولاف شولتس، “اتخاذ قرار فيما يخص مسألة تقديم الأسلحة لأوكرانيا، وفرض حظر على توريد موارد الطاقة من روسيا”. وكان مجلس الوزراء الألماني قد صدق في 26 فبراير الماضي على إرسال ما يسمى بالأسلحة الخفيفة إلى أوكرانيا. وأمرت برلين بإرسال ألف وحدة من الأسلحة المضادة للدبابات، و500 من أنظمة “ستينغر” المحمولة للدفاع الجوي. وفي 14 مارس الماضي أعلنت السلطات الألمانية عن قرارها بعدم نشر المزيد من المعلومات حول تقديم الأسلحة لأوكرانيا.
وفي المواقف، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن “أمريكا قادت حملة دعائية وروجت أن روسيا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا، بدلا من تفسير حقيقة وجود مختبراتها البيولوجية هناك”. وأضافت زاخاروفا، أن “الجانب الروسي كشف ونشر الحقائق التي ظهرت حتى الآن (عن المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا) في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى”، لافتةً إلى أنه “دعا السلطات الأميركية إلى تقديم تفسيرات، لكن واشنطن، كما هو متوقع تماما، لا تظهر استعدادها في مشاركة أي معلومات جوهرية حول برنامجها البيولوجي العسكري في أوكرانيا مع الجمهور”.
إلى ذلك، حذرت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا، إيرينا فيريشتشوك، من أن “العالم على شفا أزمة غذاء بسبب الحرب الروسية“. وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قد لفت، يوم أمس، إلى “أننا نواجه أزمة ستضطرنا لتقليل دعمنا لملايين الأسر عبر العالم”، موضحًا أنّه “إذا توقفت سلاسل التوريد لفترة أطول، فسيدفع العالم ثمنًا باهظًا”. وأشار إلى أنّ “شحّ الغذاء الناجم عن الأزمة الحالية، قد يؤدي إلى هجرات جماعية”، معتبرًا أنّ “النزاع الحالي في أوكرانيا، له تأثيرات فادحة على إنتاج الغذاء”.
في تركيا، أكد وزير الخارجيّة التركيّة مولود جاويش أوغلو، “أنّنا نبذل جهودًا لحلّ المشاكل القائمة وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا“، وقال: “إذا تمّ إحراز أيّ تقدّم حتّى الآن، فهو بفضل مساهماتنا وخاصّةً ما حدث في اجتماع إسطنبول“. وركّز، في كلمة خلال الزّيارة الّتي أجراها إلى فرع “حزب العدالة والتنمية” في ولاية أضنة، على أنّه “على الرّغم من كلّ الصّعوبات، فإنّنا نواصل العمل من أجل وقف إطلاق النّار، وعلينا مواصلة ذلك”، موضحًا أنّ بلاده “لم تهمل البُعد الإنساني للحرب، وأنّها ساهمت في إجلاء رعايا دول أخرى من أوكرانيا إلى جانب مواطنيها”. وأعرب عن أمله أن “ننهي هذه الحرب عبر تحقيق وقف إطلاق النّار، وإرساء سلام دائم في أقرب وقت”.