اليوم الـ 63 للحرب: بوتين لن يتراجع ومصير أوكرانيا على المحك
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 63 للحرب، حضت بريطانيا حلفاء كييف على تكثيف إنتاج الأسلحة الثقيلة لدعم القوات الأوكرانية، فيما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن الولايات المتحدة وحلفاءها قرروا تشكيل مجموعة اتصال شهرية لضمان قدرة أوكرانيا على صد أي هجوم روسي مستقبلي، بينما قالت موسكو إن سياسات واشنطن وكييف يمكن أن تؤدي لانقسام أوكرانيا إلى دول عدة. فيما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى “أنّنا نعمل على تعزيز الاكتفاء للشعب الروسي”، مشددًا على “أننا لن نتراجع عن إتمام مهام عملياتنا في أوكرانيا”، مؤكدًا أنّ “روسيا ستتجاوز الاختبار الحالي، وتحقق أهدافها”. ولفت بوتين، خلال كلمة له
أما مجلس الدوما الروسي، إلى “أننا أحبطنا مؤامرات غربية ونازية ضد أمن روسيا على مر التاريخ”، مشيرًا إلى “اننا نتذكر محاولات تقسيم بلادنا وتدميرها، لكن هذه المحاولات كلها باءت بالفشل”، معتبرًا أنّ “روسيا تتعرض لحرب اقتصادية دون أي ذرائع”، كما رأى أنّ “محاولات خنق الاقتصاد الروسي، باءت بالفشل”. وكشف بوتين، أنه “تم دفع أوكرانيا إلى صدام مباشر مع روسيا، وتوريد أسلحة غربية لها”، مشيرًا إلى “أننا أثبتنا أن الغرب كان يريد إعادة أوكرانيا دولة نووية”، مؤكدًا أنه “سيكون لنا رد قاس على كل من يفكر بالتدخل فيما يجري بأوكرانيا، أو يشكل تهديدا استراتيجيا لنا“.
أما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فقال إلى أن “روسيا تبذل جهودا بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، ونحن أعلنا منذ بداية العملية العسكرية الخاصة أن الهدف هو حماية المدنيين من النازية“. وأوضح أن كييف تراجعت بشكل كبير في المفاوضات بناء على نصيحة واشنطن ولندن، وتراجعت عن مقترحات إسطنبول. ولفت إلى أن “النوايا الحسنة” لروسيا “ليست بلا حدود”، وإذا لم يتم الرد بالمثل فهذا لا يساعد عملية التفاوض مع كييف.
وفي المواقف، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، من أن مصير أوكرانيا بات على المحك، لذا على حلفائها الاستعداد لمعركة طويلة و”تكثيف” إنتاجهم من الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الدبابات والطائرات لدعم كييف في مواجهة القوات الروسية. ودعت في كلمة لها إلى “مقاربة جديدة” بعد إخفاق المنظومة الأمنية العالمية الحالية في ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن غزو أوكرانيا. وحذرت من أن انتصار بوتين ستكون له “عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم”، داعية إلى إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا على الرغم من خطر تصعيد الصراع.
ميدانيا، أعلنت أوكرانيا، اليوم أن القوات الروسية تقدّمت في شرق البلاد وسيطرت على عدة قرى، في إطار العملية التي تنفّذها موسكو للسيطرة على منطقة دونباس. وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية أخرجت الجيش الأوكراني من فيليكا كوميشوفاخا وزافودي في منطقة خاركيف، وسيطرت على زاريتشني ونوفوتوشكيفسك في منطقة دونيتسك. وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، أن “الجيش الروسي خسر 300 جندي خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع الإجمالي إلى 22 ألفا و400 جندي منذ بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا“. وأوضحت في بيان، أن “الجيش الأوكراني تمكن أيضا من تدمير 185 طائرة، و155 مروحية، و939 دبابة، و421 مدفعا، و149 راجمة صواريخ، و71 نظام دفاع جوي، بين 24 فبراير و26 نيسان 2022“. ولفتت إلى أن “روسيا خسرت، ألفين و342 مركبة مدرعة، و8 سفن وزوارق سريعة، و76 صهريج وقود، و207 طائرات دون طيار“.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية، أن أوكرانيا ما زالت تسيطر على معظم مجالها الجوي، مضيفة أن روسيا فشلت في تدمير القوات الجوية للبلاد بشكل فعال أو كبح دفاعاتها الجوية. وأضافت على “تويتر”: “روسيا تملك قدرة محدودة للغاية على الوصول الجوي إلى شمال وغرب أوكرانيا، مما يجعل العمليات الهجومية تقتصر على الضربات العميقة” بأسلحة تُطلق من بعد.
وقال الجيش الروسي، إنه دمر “كمية كبيرة” من الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية إلى كييف خلال ضربة صاروخية في جنوب شرق أوكرانيا. وأوضحت وزارة الدفاع أن “مستودعات تحوي كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر الأجنبية، التي سلمتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى القوات الأوكرانية دمرت بصواريخ عالية الدقة أطلقت من البحر على مصنع الألمنيوم في زابوريجيا” بجنوب شرق أوكرانيا. وقالت “استهدفنا 59 منشأة عسكرية في أوكرانيا من بينها مستودعات ذخيرة ونقاط تمركز للقوات الأوكرانية، واستهدفنا بصواريخ كاليبر بعيدة المدى مصنع زابوروجيا للألمنيوم الذي يحوي أسلحة من دول أجنبية“.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أن صواريخا روسية عالية الدقة أصابت 17 موقعا عسكريا في أوكرانيا، من بينها مركزان للقيادة العسكرية الأوكرانية. وأضاف: “ضرب الطيران العملياتي والتكتيكي لقوات الجو فضائية الروسية 38 موقعا عسكرية في أوكرانيا، بينها 7 مواقع قيادة، ونظامين للصواريخ المضادة للطائرات واحد من طراز (S-300) في منطقة نيقولايفكا، والآخر من طراز (Osa AKM) في منطقة فيليكا كاميشيفاكنا، وموقعين محصنان، بالإضافة إلى 27 نقطة لتركيز القوى العاملة والمعدات العسكرية الأوكرانية“. ولفت إلى أن “وحدات المدفعية نفذت 309 مهام إطلاق نار خلال النهار، دمرت خلالها مواقع عسكرية وتحصينات بالإضافة إلى 3 مستودعات للذخيرة في منطقتي تشيرفونوي وإيليتشفكا في منطقة خاركوف”.
وأشار إلى أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة هليكوبتر من طراز “Mi-24” تابعة للقوات الجوية الأوكرانية في منطقة تشيركاسكايا لوزوفايا بمنطقة خاركوف، ومسيرتان في رودكوفسكايا وبورستشوفكا.
وأفادت سلطات ترانسدنيستريا المنطقة الانفصالية المولدافية المدعومة من موسكو والمحاذية لأوكرانيا، اليوم الأربعاء، عن وقوع إطلاق نار باتجاه قرية تضم مستودع ذخيرة روسيًا بعد تحليق لطائرات مسيّرة. وقال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية على تطبيق تلغرام “حسب المعلومات الأولية اشتعلت النيران في مستودع للذخيرة بالقرب من قرية ستارايا نيليدوفكا”، على بعد عشرين كيلومترا من الحدود الأوكرانية. وأضاف أنه تمت السيطرة على الحريق ولم تقع إصابات أو أضرار في المباني السكنية.
من جهته، أشار مساعد الرئيس الشيشاني لشؤون الدفاع أبتي علاء الدينوف، إلى أنه “مع المقاتلون الذين معه، يودون بالطبع الاحتفال بعيد الفطر في كييف في مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ليعد لهم مائدة العيد”، لافتاً إلى “أننا سنرى ما ستكون عليه النتائج”.
ووسط حرب أوكرانيا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، إنها بادلت تريفور ريد، الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، الذي كان محتجزا في سجن روسي، بالمواطن الروسي كونستانتين ياروشينكو. وقالت وكالة “أسوشيتد برس” إن الصفقة كانت استثنائية للغاية لأنها جاءت بالتزامن مع الحرب الروسية في أوكرانيا، التي أوصلت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. وتقول موسكو إن ريد اعتدى على ضابط أثناء قيام القوات بنقله إلى مركز للشرطة بعد أن كان ثملا، وحكم عليه بالسجن 9 سنوات تؤكد بلاده أنه “سجن ظلما”.
في المقابل، تقول واشنطن إن ياروشينكو يقضي عقوبة السجن 20 عاما في ولاية كونيتيكت بتهمة التآمر لتهريب كوكايين إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد إلقاء القبض عليه في ليبيريا عام 2010، وتسليمه إلى الولايات المتحدة لاحقا. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، على قناتها على تطبيق “تليغرام” إن تبادل السجناء تم الأربعاء بعد عملية مفاوضات مطولة. وحدد متعقبو الرحلات التجارية طائرة تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي متجهة إلى أنقرة بتركيا، وفق “أسوشيتد برس“.
من جانبه، رحب الرئيس الاميركي جو بايدن بالإفراج عن ريد من السجن الروسي، الذي كان يقبع فيه منذ عام 2019.
أما حول مشكلة امدادات الغاز، أكد الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، أنه “مستعد” لتعليق موسكو إمدادات الغاز إلى الكتلة التي تضم 27 بلدا، ويخطط لرد “منسق” بعدما قطعت غازبروم إمداداتها عن بولندا وبلغاريا. وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على تويتر أن “إعلان غازبروم مسعى آخر من روسيا لابتزازنا بالغاز. نحن مستعدون لهذا السيناريو. نقوم بإعداد رد الاتحاد الأوروبي المنسق”. وأضافت “يمكن للأوروبيين أن يثقوا في وقوفنا متكاتفين ومتضامنين مع الدول الأعضاء المتأثرة” بالخطوة.
وأعلن الكرملين أن وقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى بولندا وبلغاريا على خلفية رفض الدفع بالروبل، هو رد على “خطوات غير ودية” تجاه روسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين إن “الحاجة لطريقة دفع جديدة هي نتيجة لخطوات غير ودية بشكل غير مسبوق، في المجال الاقتصادي وقطاع المال، والتي اتخذتها ضدنا دول غير صديقة”.
وأعلن الرئيس البلغاري رومين راديف، في مؤتمر صحافي، أن “هناك رفض قاطع لتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، لأن ذلك يعني خطوة نحو إشراك بلغاريا في هذا الصراع، ونحن نرى أن الدعوات للسلام من أجل إنهاء مبكر لهذا الصراع تتلاشى تدريجيا مع الأسف، وحل محل ذلك الخطاب المتشدد”.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن “روسيا فرضت عقوبات شخصية على 287 عضوا في مجلس العموم بالبرلمان البريطاني“، وذكرت في بيان أن “قائمة العقوبات الروسية تشمل رئيس مجلس العموم البريطاني، ليندسي هارفي هويل”.
هذا وقررت روسيا الانسحاب من منظمة السياحة العالمية لتستبق بذلك طرح استبعادها عبر تصويت الدول الأعضاء، على ما أعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة التي تتخذ من مدريد مقرا لها.
إلى ذلك، وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن خمسة ملايين و264 ألفا و767 أوكرانيا غادروا بلادهم منذ بدء الاجتياح الروسي في 24 شباط/فبراير، أي بزيادة قدرها 32753 عن حصيلة الثلاثاء.